كتبت: سارة هليل
في ظل ازدياد الإقبال العالمي على السفر الجوي، توقعت شركتا “بوينغ” و”إيرباص” أن يشهد قطاع الطيران التجاري طفرة غير مسبوقة خلال العقدين المقبلين، مع تسليم أكثر من 87,000 طائرة جديدة بحلول عام 2044، في تأكيد على انتعاش الطلب رغم التحديات الاقتصادية والجيوسياسية.
توسع ضخم في الأساطيل العالمية
وفقاً لتقريرها السنوي حول توقعات السوق، أشارت “بوينغ” إلى أن قطاع الطيران سيحتاج إلى 43,600 طائرة جديدة خلال السنوات العشرين المقبلة، وهو رقم قريب من تقديراتها السابقة التي بلغت 43,975 طائرة حتى عام 2043. ويأتي هذا الإعلان قبيل انطلاق فعاليات “معرض باريس للطيران”، أحد أبرز الفعاليات العالمية في مجال صناعة الطيران.
في المقابل، عدّلت شركة “إيرباص” الأوروبية، وهي المنافس المباشر لبوينغ، توقعاتها طويلة الأمد ورفعتها بنسبة 2%، لتصل إلى 43,420 طائرة، ما يعكس ثقة متزايدة بمرونة قطاع النقل الجوي وقدرته على تجاوز التوترات التجارية والضغوط الاقتصادية العالمية.
تفاصيل التوزيع: سيطرة للطائرات الضيقة البدن
بحسب بيانات بوينغ، فإن ما يقرب من 33,300 طائرة من المتوقع أن تكون من الفئة الضيقة البدن، مثل “737 ماكس” و”A320neo”، والتي تمثل حالياً نحو 80% من إجمالي الطائرات المُسلّمة عالمياً. كما يتوقع تسليم 7,800 طائرة عريضة البدن، و955 طائرة شحن، إضافة إلى 1,545 طائرة إقليمية مخصصة للخطوط القصيرة.
ضبط في التوقعات الاقتصادية رغم ثبات الطلب
ورغم استقرار أرقام التسليم المتوقعة، قامت بوينغ بتحديث رؤيتها للنمو العالمي، حيث خفّضت توقعاتها لنمو حركة المسافرين خلال العقدين المقبلين من 4.7% إلى 4.2%. كما قلّصت تقديراتها للنمو الاقتصادي العالمي من 2.6% إلى 2.3%، ولحركة الشحن الجوي من 4.1% إلى 3.7%، وكذلك لنمو الأسطول العالمي من 3.2% إلى 3.1%.
لكن، وعلى الرغم من هذه التعديلات، تُظهر بوينغ تفاؤلاً حذراً تجاه آفاق السوق، مشيرة إلى أن تقلبات التجارة الدولية لن تُحدث تأثيراً كبيراً على الطلب طويل الأجل في قطاع الطيران، الذي يواصل التحليق بثبات نحو مستقبل متسارع التوسع.
صناعة الطيران… رهان استراتيجي لعقود مقبلة
تعكس هذه الأرقام توجهات السوق العالمي واستعداد الشركات الكبرى لاستيعاب الزيادة المتوقعة في حركة السفر، مدعومة بالتحول المستمر في نماذج السفر، وارتفاع الطلب على الكفاءة التشغيلية، والطائرات الموفرة للوقود، إضافة إلى التوسع في الأسواق الناشئة التي تقود اليوم الموجة التالية من النمو في الطيران التجاري.