كتبت: هدى الشريف
في مبادرة إنسانية تعكس التزامها ببناء مجتمع شامل، كشفت إمارة أبوظبي النقاب عن أول منطقة ترفيهية مُصمَّمة خصيصًا لذوي الإعاقة البصرية على شاطئ الكورنيش، لتصبح أول تجربة من نوعها في المنطقة تُعزز إتاحة الفرص الترفيهية والاجتماعية للمكفوفين، وتدمجهم بشكل فعّال في نسيج الحياة المجتمعية.
تصميم مبتكر يراعي الاحتياجات الخاصة
جاءت المنطقة الترفيهية ثمرةً لتصميمٍ دقيقٍ يلبي متطلبات ذوي الإعاقة البصرية، حيث شملت تجهيز مسارات آمنة ومُضاءة بشكل مناسب، مع دمج ممرات مُجهَّزة بأنظمة إرشادية لمسية ومسموعة لتوجيه الزوّار. كما تضمّنت المنطقة مقاعد مريحة مُصمَّمة بطريقة عملية، إلى جانب ألعاب تفاعلية تعتمد على تحفيز الحواس البديلة مثل اللمس والسمع، مما يُتيح تجربة ترفيهية غنية ومتكيفة مع قدرات المستفيدين.
تفاعل مجتمعي ودعم مؤسسي
حظي المشروع باهتمام واسع من أفراد المجتمع والمؤسسات في أبوظبي، حيث أشاد السكان بهذه الخطوة التي تجسّد قيم التضامن والإثراء الاجتماعي. كما شاركت جمعيات خيرية وفرق تطوعية في دعم المشروع عبر تقديم الدعم اللوجستي والموارد التقنية، مما يُبرز التعاون المشترك بين القطاعات لتحقيق الأثر الإيجابي.
رؤية مستقبلية لمدينة شاملة للجميع
يُعدّ هذا المشروع جزءًا من استراتيجية أوسع تتبناها أبوظبي لتحويل المدينة إلى فضاء شامل يلبي احتياجات جميع الفئات، بغض النظر عن قدراتهم الجسدية. وأكّد مسؤولون في تصريحات صحفية أن “الترفيه حقٌ أساسي لا يُمكن تهميش أي فرد عنه”، مشيرين إلى سعيهم لتطوير تجارب مماثلة في مواقع أخرى بالإمارة، إلى جانب تنظيم ورش عمل توعوية وفعاليات مفتوحة لتعزيز التفاعل بين المكفوفين ومختلف شرائح المجتمع، مما يُرسّخ ثقافة التقبّل والدمج.
خطوات توسعية واعدة
تخطط الجهات المشرفة على المبادرة لتعميم النموذج عبر إنشاء مناطق مشابهة في مواقع متعددة بأبوظبي، مع التركيز على تطوير برامج تفاعلية تُعزز مهارات المكفوفين وتُشركهم في أنشطة مبتكرة، مما يُؤسس لبيئة داعمة تُحقّق الاستقلالية وتُعزز الانتماء المجتمعي.