أبوظبي 18 يوليو ـــــــ كتب: سليم نويجع
في خطوة نوعية ترسّخ مكانة أبوظبي كمركز عالمي للربط الجوي، استقبل مطار زايد الدولي أولى الرحلات القادمة من أديس أبابا، والتي تُشغّلها شركة الخطوط الجوية الإثيوبية، إيذانًا بإطلاق خط جوي مباشر واستراتيجي يربط بين العاصمة الإماراتية وقلب القارة الأفريقية.
ويمثّل هذا المسار الجوي الجديد نقطة تحوّل مهمة في علاقات الربط الجوي بين الإمارات وأفريقيا الشرقية، خاصةً في ظل النمو المتسارع الذي تشهده العواصم الأفريقية من حيث التأثير الاقتصادي، والدور الثقافي، والزخم الاستراتيجي المتنامي.
خدمة يومية تعزز الحضور الإماراتي في أفريقيا
من المتوقع أن تترك الخدمة الجديدة، التي تُسير بشكل يومي، أثرًا مباشرًا في توسيع نطاق حركة النقل الجوي بين الشرق الأوسط وأفريقيا، إلى جانب دعم رؤية أبوظبي كمحور عالمي للاتصال متعدد الوجهات. وتعكس هذه الخطوة حرص الإمارات على تعزيز جسور التعاون الاقتصادي والسياحي والدبلوماسي مع دول القارة السمراء، وفي مقدمتها إثيوبيا.
وتُعد العاصمة الإثيوبية أديس أبابا من أبرز مراكز النفوذ السياسي في أفريقيا، إذ تضم مقر الاتحاد الأفريقي، وتُعتبر مركزًا لعدد من البعثات الدبلوماسية والمنظمات الإقليمية والدولية، فضلًا عن كونها محورًا رئيسيًا لحركة الطيران والتجارة في المنطقة.
أبوظبي… بوابة تجارية وسياحية نحو عمق القارة
يُنظر إلى إطلاق هذا الخط الجديد بوصفه دفعة قوية لرؤية مطارات أبوظبي الرامية إلى توسيع شبكة الربط الجوي مع الأسواق الناشئة، وتعزيز فرص التجارة والسياحة والاستثمار، خاصة مع تزايد الاهتمام العالمي بالقارة الأفريقية التي ما تزال تزخر بإمكانات اقتصادية ضخمة وفرص غير مستغلة في مجالات متنوعة.
ويأتي هذا التوسع في ظل تنامي مكانة مطار زايد الدولي كوجهة محورية في خارطة السفر العالمية، وحرصه على استقطاب شركات الطيران العالمية، وتقديم خدمات متطورة ترتقي بمعايير الربط الجوي.
ربط استراتيجي بين ثلاث قارات عبر أبوظبي
لا تقتصر أهمية هذا المسار الجوي الجديد على الربط بين مدينتين، بل تتجاوزه لتأسيس حلقة وصل رئيسية بين أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط عبر أبوظبي، ما يعزز من ديناميكية التبادل التجاري والثقافي، ويفتح آفاقًا أوسع أمام حركة المسافرين والبضائع بين هذه المناطق الحيوية من العالم.
وبهذا التدشين، تؤكد أبوظبي مجددًا دورها الريادي كمركز للابتكار اللوجستي والتكامل العالمي، وترسّخ مكانتها كبوابة متعددة الاتجاهات للمستقبل الاقتصادي الإقليمي والدولي.