أبوظبي 25 يوليو ـــــــ كتبت: هاجر حمزة
في تلاقي فريد بين الأدب والتراث والسياحة الثقافية، شهدت الجامعة الأمريكية في القاهرة ندوة أدبية متميزة احتفت بإبداعات الشاعر العباسي الكبير “المتنبي”، وذلك من خلال عرض وتحليل علمي لكتاب “عيون العجائب في ما أورده أبو الطيب من اختراعات وغرائب”، للمفكر والناقد الإماراتي الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية.
الندوة التي جمعت كوكبة من النقاد وأساتذة الأدب المقارن واللغويات، أتاحت للحضور فرصة الغوص في عوالم المتنبي الشعرية من زاوية تحليلية حديثة، ركزت على منهجية النقد المعاصر وتطبيقاته على النصوص الكلاسيكية، بما يعكس عمق التفاعل الثقافي بين أبوظبي والقاهرة، ويعزز مكانة العاصمتين كمحطات مضيئة للسياحة الفكرية والعلمية في العالم العربي.
وشارك في النقاشات نخبة من الأسماء البارزة، من بينهم الدكتور أحمد درويش، والدكتورة ريم البرديسي، والدكتورة ريم بسيوني، إلى جانب إعلاميين وأكاديميين عرب وأجانب. وتناول الحضور بالنقاش قضايا جوهرية تتعلق بتجربة المتنبي، بدءاً من بنية الأنا والذات في شعره، ووصولاً إلى مفهوم “الاختراع” كعنصر دلالي وثقافي في ديوانه.
الندوة أكدت على أهمية الكتاب كمصدر أكاديمي لطلبة الدراسات العليا، ومرجع نقدي يُعيد طرح المتنبي بلغة جديدة، ويجسر بين التراث والحداثة. كما أثنى المشاركون على ما طرحه الدكتور علي بن تميم من رؤية تنويرية تتجاوز التكرار النقدي، وتعيد الاعتبار لمنهجية العقل في قراءة الشعر العربي القديم.
وفي مداخلاته، سلّط الدكتور علي بن تميم الضوء على إرث مفكري النهضة العربية، مثل طه حسين ومحمود شاكر، مشيراً إلى ضرورة إعادة قراءة المتنبي بمنظور معرفي جديد ينأى عن السرديات التقليدية والانبهار المجرد.
وتشكل هذه الفعالية العلمية جسراً ثقافياً يعكس اهتمام الإمارات، ممثلة بمركز أبوظبي للغة العربية، بترسيخ دورها الريادي في المشهد الثقافي العربي، وتعزيز التبادل الفكري كجزء من استراتيجيات السياحة الثقافية التي تجذب الأكاديميين والباحثين من مختلف أنحاء العالم إلى العواصم العربية الكبرى.