مصر 20 يوليو ـــــــ كتبت: سارة هليل
في خطوة نوعية تعكس التزام مصر بالحفاظ على إرثها الحضاري وتقديم تجربة سياحية عصرية، اكتمل مشروع تطوير نظام الإضاءة الداخلية داخل أهرامات الجيزة الثلاثة: خوفو، خفرع، ومنكاورع، وذلك بالتعاون بين وزارة السياحة والآثار والحكومة الإسبانية.
يعتمد المشروع على إدخال منظومة إضاءة ذكية تعتمد تقنية الـLED الموفرة للطاقة، لتكشف النقاب عن تفاصيل معمارية داخلية ظلت في الظل لعقود، وتمنح الزائرين رؤية جديدة تنبض بالحياة وتبرز جماليات العمارة المصرية القديمة، دون المساس بأصالة أو مكونات الأثر.
نقلة نوعية في تجربة الزائرين
المبادرة تأتي ضمن استراتيجية وطنية شاملة تهدف إلى الارتقاء بجودة الخدمات داخل المواقع الأثرية والمتاحف، وتعزيز جاذبية المقاصد الثقافية. ويراهن القائمون على المشروع على أن النظام الجديد سيسهم في تحسين تجربة السائحين داخل الأهرامات، لا سيما عبر تقديم رؤية أكثر وضوحًا وثراءً للممرات الداخلية وغرف الدفن التي باتت تنبض بإضاءة مدروسة تحاكي عظمة المكان.
تكنولوجيا تحاكي التاريخ وتحميه
جرى تصميم النظام بعناية فائقة عبر وحدات إضاءة باردة لا تُحدث أي تأثيرات حرارية أو كيميائية على المواد الأصلية، مع مراعاة دقيقة للحفاظ على النسيج الأثري. وقد تم تنفيذ المشروع على أيدي خبراء أثريين ومهندسين متخصصين من الجانبين المصري والإسباني، استنادًا إلى دراسات علمية وفنية شاملة.
استدامة بصرية وفلسفة الخلود
لا تقتصر أهمية الإضاءة الجديدة على الجوانب الجمالية فحسب، بل تمثل أيضًا نقلة نحو بيئة أكثر استدامة داخل الأهرامات، حيث تعزز التقنية المستخدمة من كفاءة الطاقة وتحافظ على التوازن البيئي، في انسجام تام مع رؤية معمارية خالدة تُجسد الفلسفة المصرية القديمة في الخلود والسمو الحضاري.
دراما ضوئية تُعيد إحياء أسرار المقابر
وشملت أعمال التطوير كلًّا من الممرات والمسارات الجوفية وغرف الدفن، لتضفي بعدًا دراميًا وتجربة حسية آسرة على الزائرين، دون إجراء أي تعديلات أو تدخل في العناصر التاريخية للموقع، ما يُعزز الطابع الأثري الأصيل ويصونه للأجيال القادمة.
هذه المبادرة ليست مجرد تحديث تقني، بل تجسيد لرؤية متكاملة تسعى إلى الجمع بين عبق الماضي وأدوات الحاضر، لتبقى أهرامات الجيزة منارة شاهدة على عبقرية الإنسان المصري، وقبلة عالمية لعشاق التاريخ والحضارات.