كتبت: سارة هليل
توقيع اتفاقية استراتيجية لتطوير منطقة “كيزاد شرق بورسعيد”، وذلك بين الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس ومجموعة موانئ أبوظبي، بموجب عقد انتفاع يمتد لخمسين عاماً قابلاً للتجديد.
وتنص الاتفاقية على تطوير وتشغيل منطقة صناعية ولوجستية متكاملة تمتد على مساحة 20 كيلومترًا مربعًا قرب مدينة بورسعيد المطلة على البحر المتوسط، في موقع استراتيجي عند مدخل قناة السويس، مما يمنحها أهمية محورية في تعزيز حركة التجارة العالمية بين الشرق والغرب.
أُقيم حفل التوقيع في القاهرة بحضور عدد من كبار المسؤولين من الجانبين، من بينهم الفريق المهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصناعة والنقل، والدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، إلى جانب الدكتور سلطان الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في دولة الإمارات، ومحمد حسن السويدي، وزير الاستثمار الإماراتي، ورئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس وليد جمال الدين، والرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ أبوظبي الكابتن محمد جمعة الشامسي.
وقع الاتفاقية اللواء بحري محمد أحمد محمود، نائب رئيس المنطقة الاقتصادية لقناة السويس للمنطقة الشمالية، والسيد أحمد المطوع، الرئيس التنفيذي الإقليمي لمجموعة موانئ أبوظبي.
ووفقًا للاتفاق، ستقوم المجموعة الإماراتية بتطوير وتمويل وتشغيل المنطقة الصناعية على مراحل، تبدأ أولها بتطوير مساحة 2.8 كيلومتر مربع، بميزانية أولية تبلغ 120 مليون دولار أمريكي تشمل الدراسات الفنية والسوقية، على أن تبدأ أعمال التشييد بنهاية عام 2025، وتتضمن المرحلة الأولى إنشاء رصيف بحري بطول 1.5 كيلومتر، يمكن أن يضم لاحقاً محطة شحن متعددة الأغراض.
ويُنتظر أن تسهم هذه المنطقة في دعم النمو الصناعي واللوجستي بمصر، وخلق فرص عمل، وتحفيز الصادرات، إضافة إلى نقل التكنولوجيا وتطوير المهارات المحلية.
وأكد وليد جمال الدين أن المشروع يعكس الشراكة المتينة بين مصر والإمارات، ويعزز من مكانة المنطقة الاقتصادية لقناة السويس كمركز محوري في التجارة والصناعة والخدمات اللوجستية، بفضل موقعها الفريد، وبنيتها التحتية المتطورة، وربطها بشبكة موانئ ومناطق صناعية متكاملة.
من جانبه، أوضح الكابتن محمد جمعة الشامسي أن الاتفاقية تمثل امتداداً للتعاون الاستراتيجي بين البلدين، وتسهم في ترسيخ موقع مصر كمحور إقليمي للتجارة العالمية، عبر استثمارات نوعية تعزز من منظومة موانئ أبوظبي وخدماتها اللوجستية في مصر.
وأكد أحمد المطوع أن المشروع سيُعد رافدًا رئيسيًا لجذب الاستثمارات، فيما أشار اللواء محمد أحمد محمود إلى أن منطقة شرق بورسعيد الصناعية تمثل قلب النموذج التنموي المتكامل الذي يجمع الصناعة والنقل والخدمات اللوجستية، في بيئة تنظيمية مرنة وجاذبة.
وفي الإطار ذاته، وقعت مجموعة موانئ أبوظبي مذكرة تفاهم مع شركة حسن علام القابضة للتعاون في مشاريع لوجستية وصناعية بمصر، بما فيها منطقة شرق بورسعيد، كما تواصل المجموعة تطوير محطة سفاجا متعددة الأغراض على ساحل البحر الأحمر باستثمار قدره 200 مليون دولار.
الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس
تأسست عام 2015 بموجب قرار من الرئيس عبدالفتاح السيسي، وتضم أربع مناطق صناعية وستة موانئ بحرية تغطي مساحة 455 كم²، وتهدف إلى جعل مصر مركزاً صناعياً ولوجستياً عالمياً يربط بين ثلاث قارات، بدعم من بيئة استثمارية متكاملة تشمل البنية التحتية والطاقة والخدمات الرقمية.
مجموعة موانئ أبوظبي
تأسست في عام 2006 وتُعد الذراع التمكيني للتجارة والصناعة والخدمات اللوجستية في أبوظبي والعالم، وتضم محفظتها 34 محطة في أكثر من 50 دولة، وتغطي أكثر من 550 كم² من المناطق الاقتصادية تحت مظلة “كيزاد”.