كتبت: سارة هليل
في وقت يتزايد فيه اعتماد قطاع السياحة العالمي على أدوات الذكاء الاصطناعي لتحسين تجربة المسافرين، أعلنت شركة OpenAI عن خلل تقني أدى إلى تدهور أداء خدماتها، وعلى رأسها ChatGPT، الأمر الذي يسلّط الضوء على أهمية استقرار هذه التقنيات في دعم النمو السياحي.
الخلل، الذي بدأ فجر الثلاثاء، شمل خدمات متعددة مثل واجهات برمجة التطبيقات وأداة توليد الصور Sora، ما أدى إلى ارتفاع ملحوظ في معدلات الأخطاء وبطء في الاستجابة، بحسب ما أفادت به الشركة. ووفقًا لموقع DownDetector، فقد تجاوز عدد بلاغات الأعطال 1900، وكان 92% منها متعلقًا بـ ChatGPT تحديدًا.
هذا الاضطراب التقني لا يقتصر تأثيره على المستخدمين الأفراد فحسب، بل يمتد أيضًا إلى قطاعات تعتمد على الذكاء الاصطناعي بشكل يومي، مثل السياحة الرقمية، حيث تُستخدم أدوات مثل ChatGPT في تقديم توصيات السفر، وتخطيط الرحلات، وخدمة العملاء الفورية، وحتى في تصميم المحتوى الترويجي للوجهات السياحية.
في وقت لاحق من صباح الثلاثاء، أعلنت OpenAI أنها حددت “السبب الجذري” للمشكلة، وبدأت في تنفيذ إجراءات “التخفيف”، ما أدى إلى تحسن الأداء تدريجيًا عند الساعة 11:42 صباحًا. وبحلول الساعة 1:20 بعد الظهر، وصفت الشركة الوضع بأنه “أداء متدهور” بدلاً من “انقطاع جزئي”.
أهمية الذكاء الاصطناعي في السياحة:
تعتمد وكالات السفر والفنادق وشركات الطيران بشكل متزايد على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين تجربة السائح، من خلال تقديم توصيات فورية، وتحليل سلوك المسافرين، وحتى أتمتة عمليات الحجز وخدمة العملاء على مدار الساعة. ومن هنا، فإن أي خلل في هذه المنظومات قد يؤدي إلى تأخير الخدمات أو تقليل مستوى التفاعل، خاصة خلال مواسم الذروة.
أرقام بارزة:
أكثر من 500 مليون مستخدم نشط أسبوعيًا لـ ChatGPT حتى نهاية مارس 2025، ما يشير إلى مدى انتشار هذه التقنية واعتماد الأسواق العالمية عليها.
خلفية:
شهدت OpenAI عدة انقطاعات مشابهة خلال الأشهر الماضية، أبرزها في مارس ويناير وديسمبر، تسببت في توقف خدمات ChatGPT وSora، وسُجّلت عشرات الآلاف من البلاغات على منصات تتبع الأعطال. ورغم الاستجابة السريعة، تثير هذه الأحداث تساؤلات حول استقرار الخدمات السحابية التي أصبحت جزءًا من البنية الأساسية للقطاعات الحيوية، مثل السياحة والسفر.
في ضوء ذلك، يُعَد ضمان استمرارية خدمات الذكاء الاصطناعي أمرًا حاسمًا للحفاظ على كفاءة العمليات السياحية الرقمية، خاصة في ظل النمو السريع لهذا القطاع عالميًا.