اكتشاف مقبرة العصر الحديدي في العين: رحلة إلى أعماق تاريخ الإمارات الغني

ما يجعل هذا الاكتشاف مميزًا هو الكشف عن مجموعة متنوعة من المقتنيات الجنائزية التي تعكس حرفية عالية، مثل الأواني الفخارية، الأسلحة النحاسية، المجوهرات الذهبية، والأدوات الشخصية مثل القلائد والأساور.

admin
admin 28 Views
3 Min Read

كتبت: سارةهليل

في خطوة جديدة تعكس التقدم الملحوظ في مجال السياحة والآثار، أعلنت دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي عن اكتشاف فريد من نوعه في منطقة العين، حيث تم العثور على أول مقبرة تعود إلى العصر الحديدي في الدولة. يعود تاريخ هذا الاكتشاف إلى ما يقرب من 3000 عام، ويُعتقد أن المقبرة تضم أكثر من مئة مدفن، إلى جانب مجموعة قيمة من المقتنيات الجنائزية التي تساهم في رسم صورة أوضح عن تاريخ وتراث المنطقة.

هذا الاكتشاف الذي يعد من أبرز إنجازات دائرة الثقافة والسياحة يعزز فهمنا العميق لتاريخ شبه الجزيرة العربية، ويضيف فصلًا جديدًا من خلال تسليط الضوء على الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية في ذلك الزمن. تأتي هذه الاكتشافات كجزء من الجهود المستمرة لفهم وتحليل حضارات المنطقة القديمة.

حافظ فريق من الخبراء على هذه المقبرة بعناية فائقة، حيث كانت المدافن قد تعرضت لنهب وتخريب في عصور سابقة، ما أثر على حالة البقايا البشرية. لكن التحليلات المخبرية القادمة، بما في ذلك تحليل الحمض النووي، ستكشف عن تفاصيل مثيرة تتعلق بالعلاقات الأسرية وحركات الهجرة التي شهدتها المنطقة آنذاك.

يعتبر العصر الحديدي مرحلة محورية في تطور واحة العين، حيث أسهم ابتكار نظام الفلج في تعزيز الاستيطان والتوسع الزراعي. منذ أكثر من 3000 عام، ساهم هذا النظام في تشكيل المناظر الطبيعية للواحات التي شهدت تطورًا كبيرًا.

ما يجعل هذا الاكتشاف مميزًا هو الكشف عن مجموعة متنوعة من المقتنيات الجنائزية التي تعكس حرفية عالية، مثل الأواني الفخارية، الأسلحة النحاسية، المجوهرات الذهبية، والأدوات الشخصية مثل القلائد والأساور. كل هذه القطع تكشف عن حياة معقدة وغنية، حيث كانت هذه الأشياء تُدفن كجزء من طقوس “حزمة الحياة الآخرة”.

وفي إطار مشروع “المناظر الجنائزية في منطقة العين”، الذي بدأ في عام 2024، تواصل دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي جهودها لاستكشاف مواقع جديدة وتحقيق اكتشافات علمية تسهم في إبراز تراث المنطقة الغني. منذ إدراج المواقع الثقافية في العين ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو عام 2011، أصبح هذا الاكتشاف إضافة جديدة قيمة تعزز من أهمية هذه المنطقة كموقع سياحي وثقافي عالمي.

هذا الاكتشاف لا يقتصر على إلقاء الضوء على حضارة ما قبل التاريخ في منطقة العين فقط، بل يعزز أيضًا من مكانتها كوجهة سياحية فريدة تمتاز بتراث غني وأصالة ثقافية تسهم في تعزيز الهوية الوطنية وإلهام الأجيال القادمة.

Share this Article
Leave a comment