أعلنت سلطة إقليم البترا التنموي السياحي، بالشراكة مع إدارة برنامج “بترا ليلاً”، عن إطلاق النسخة المطوَّرة من الفعالية في إطار استراتيجية تهدف إلى تقديم تجربة سياحية استثنائية في المدينة الوردية، تدمج بين الإرث الثقافي العريق والتقنيات الحديثة، بما يتوافق مع معايير منظمة اليونسكو لإدارة مواقع التراث العالمي.
ووفقًا لبيان صادر عن السلطة يوم الخميس، شهد حفل الإطلاق حضور رئيس مجلس المفوضين الدكتور فارس البريزات، وعدد من أعضاء المجلس، ومديرة مكتب اليونسكو في الأردن السيدة نهى باوزير، إضافة إلى ممثلين عن قطاع السياحة، ووكلاء سفر، ومهتمين بالشأن السياحي محليًا ودوليًا.
وجاء تطوير البرنامج بعد سلسلة من الدراسات والتقييمات الفنية، حيث تم دمج تقنيات متطورة مثل: الإسقاط الضوئي ثلاثي الأبعاد (3D Mapping)، والهولوغرام، وتجربة تفاعلية تجمع بين الصوت والضوء، مما يُضفي طابعًا بصريًا ودراميًا يعزز تفاعل الزوار مع تاريخ البترا النبطي.
كما شملت التحديثات تعزيز المحتوى الثقافي عبر عروض فنية وموسيقية ومشاهد تمثيلية تستحضر الحياة النبطية، إلى جانب إبراز عناصر من التراث المحلي مثل فن “السامر” والعزف على آلتَي “الربابة” و”الشبابة”، مما يعكس هوية المكان وروح مجتمعه.
وتُعتبر فعالية “بترا ليلاً” أحد أبرز البرامج السياحية الليلية في المملكة، حيث تتيح للزوار اكتشاف موقع السيق وخزنة البترا تحت ضوء الشموع، مع مؤثرات صوتية وضوئية تروي قصة المدينة عبر سرد فني مبتكر.
من جانبه، أكد الدكتور فارس البريزات أن إطلاق النسخة المطوَّرة يُجسِّد التزام السلطة بتحسين المنتج السياحي مع الحفاظ على الهوية التاريخية للموقع، تماشيًا مع رؤية التحديث الاقتصادي 2023–2033، وتوصيات اليونسكو الخاصة بإدارة مواقع التراث العالمي.
وأضاف البريزات: “التحديثات لا تركز فقط على الجوانب التقنية، بل تسعى إلى تعميق البُعد الثقافي والمعرفي للتجربة، بحيث يغادر الزائر وهو يحمل فهمًا أعمق لتاريخ الموقع وتراثه”.
كما أشار إلى أن هذه المبادرة تأتي ضمن استراتيجية أوسع لتنشيط السياحة الليلية، وتشجيع الزوار على تمديد إقامتهم، مما يدعم الاقتصاد المحلي ويعزز مكانة البترا كوجهة سياحية عالمية، مع الالتزام التام بالضوابط القانونية لحماية الموقع الأثري.