الإمارات 2 يوليو ـــــــ كتبت: سارة هليل
في إطار جهودها المتواصلة للارتقاء بمستويات الأمان والكفاءة في قطاع الطيران، احتضنت الهيئة العامة للطيران المدني في دولة الإمارات فعاليات مؤتمر السلامة الجوية الاستشاري 2025، الذي عُقد بفندق جميرا كريك سايد في دبي، بمشاركة نخبة من الجهات الوطنية الفاعلة في صناعة الطيران، وتحت شعار طموح: “الابتكار في الأطر التنظيمية والتميز التشغيلي”.
وجاء هذا الحدث الحيوي ليشكل منصة استراتيجية لبحث أحدث التطورات التنظيمية، ومناقشة القضايا التشغيلية ذات الأولوية في مجال السلامة الجوية، بما يعكس التزام الإمارات بتحقيق أهداف رؤية الإمارات 2031 في بناء قطاع طيران مستدام وآمن قادر على التكيف مع المستقبل الرقمي والتقني.
وشهد المؤتمر إطلاق “قرار السلامة 2025-01″، الذي يُعد خطوة محورية لمعالجة تحديات الإرهاق في بيئات صيانة الطائرات، كجزء من منظومة متكاملة تهدف إلى تعزيز كفاءة الأداء البشري وتخفيف المخاطر المرتبطة بالجهد والإجهاد ضمن مرافق الصيانة.
كما تطرّق المؤتمر إلى مجموعة من الملفات النوعية التي تشكّل ملامح المستقبل، من أبرزها الطائرات الكهربائية العمودية (EVTOL)، واستخدام الذكاء الاصطناعي في تعزيز الامتثال التنظيمي، واستراتيجيات تعزيز المرونة التشغيلية أمام التحديات المناخية، إضافة إلى تحسين الجاهزية للاستجابة للطوارئ، ورفع مستويات مؤشرات أداء السلامة (ALoSP).
وتوسعت أجندة النقاشات لتشمل تحديثات جوهرية على منظومة رخص الطيارين، وبرامج التدريب والرقابة، والتعامل مع السلوكيات السلبية للمسافرين، فضلاً عن التركيز على تطوير الكفاءات غير الفنية، وتحسين أنظمة CAR-AIR OPS والخدمات الإلكترونية ذات الصلة.
وفي إطار إشراك القطاع بفعالية، دعا المؤتمر المشاركين إلى الانخراط في ماراثون السلامة 2025، كمبادرة وطنية تهدف إلى تعزيز ثقافة السلامة من خلال حملات توعوية وتدريبية تمتد على مدار العام، بما يعكس نهج الإمارات القائم على الشمول والتكامل في بناء منظومة سلامة جوية على أعلى المستويات العالمية.
ويأتي تنظيم هذا المؤتمر ليؤكد الدور المحوري للهيئة العامة للطيران المدني كجهة تنظيمية استباقية تتبنى الابتكار في صياغة السياسات وتطوير المعايير، بما يعزز من مكانة الدولة كوجهة دولية موثوقة في مجال الطيران المدني وسلامته التشغيلية.