الامارات 27 يوليو ـــــــ كتبت: سارة هليل
في مشهد يعيد رسم مستقبل الطيران العالمي، تواصل دولة الإمارات تعزيز مكانتها كقوة دافعة في سباق الاستدامة الجوية، مدفوعة برؤية استراتيجية طموحة تهدف إلى تحقيق الحياد الكربوني الكامل في قطاع الطيران المدني بحلول عام 2050. شركات الطيران الإماراتية لم تكتفِ بالمواكبة، بل بادرت إلى الريادة عبر حزمة واسعة من المبادرات البيئية المتقدّمة، بدءًا من استخدام وقود الطيران المستدام وصولًا إلى إعادة تدوير مكونات الطائرات.
ومع توقّع تضاعف حركة النقل الجوي في السنوات المقبلة، تبرز الحاجة لتبنّي بدائل نظيفة مثل SAF، الذي يمكن دمجه بنسبة 50% مع الوقود التقليدي، ويساهم في تقليص الانبعاثات بنسبة تصل إلى 80%.
الإمارات ترجمت التزامها على أرض الواقع، من خلال استضافة اجتماعات دولية كبرى مثل اجتماع مجلس “الإيكاو” في أبوظبي، واعتماد مبادرتها “السوق العالمي للطيران المستدام” كفعالية سنوية رسمية. كما أطلقت منذ 2023 تحالف “إير-كرافت” الذي يضم أبرز الأسماء في صناعة الطيران محلياً وعالمياً، بهدف تسريع تبنّي الوقود النظيف والابتكار في حلول الكفاءة التشغيلية.
طيران الإمارات تقود المشهد بأفكار ثورية شملت تحويل هياكل الطائرات إلى أعمال فنية، تقليل النفايات على متن الرحلات باستخدام أدوات قابلة للتحلل، وإطلاق مشروع فريد لبناء أكبر نظام للشعاب المرجانية في دبي، فيما ارتقت إلى صدارة مؤشر “تصورات الاستدامة 2025” وفقاً لتصنيف “براند فاينانس”.
الاتحاد للطيران من جهتها حققت نقلة نوعية بعمليات تحديث الأسطول، حيث تعتمد طائرات تقلل استهلاك الوقود بنسبة 25%. إلى جانب برامج أرضية وجوية ساهمت في خفض 35 ألف طن من الانبعاثات خلال عام واحد فقط، كما تعمل على مسارات جوية صديقة للبيئة بالتعاون مع شركاء دوليين.
العربية للطيران تبرز كرائدة في تطبيق الاقتصاد الدائري على متن رحلاتها، مع استخدام عبوات قابلة لإعادة التدوير بنسبة 100%، وانتقالها إلى الصيانة الإلكترونية بالكامل، ما يقلص الأثر البيئي بشكل ملموس.
أما فلاي دبي فقد ركّزت جهودها على تحديث أسطولها بتقنيات صديقة للبيئة، ووسّعت عملياتها بطائرات “737 ماكس” التي تتميز بخفض استهلاك الوقود والانبعاثات بنسبة 20%، إلى جانب تقليل الضجيج بنسبة 50%.
الناقلات الوطنية تسير بخطى واثقة نحو مستقبل طيران أكثر نظافة واستدامة، لتصبح الإمارات نموذجاً يُحتذى في التحول الأخضر، ليس فقط على مستوى الشرق الأوسط، بل في صناعة الطيران العالمية بأسرها.