كتبت: سارة هليل
من باريس، وتحديدًا في معرض “فيفاتك 2025″، أكبر تجمع للتكنولوجيا والابتكار في أوروبا، سجلت دولة الإمارات حضورًا استثنائيًا خطف الأنظار ولفت الانتباه العالمي، لتثبت أنها ليست مجرد دولة تواكب المستقبل، بل تصنعه بأيادي شبابها وابتكارات شركاتها.
في “بارك دي إكسبوزيسيون”، تحوّل الجناح الإماراتي إلى مساحة نابضة بالأفكار الخلاقة، عرضت خلالها شركات ناشئة حلولًا رقمية وتطبيقات مستقبلية، تتنوع بين الذكاء الاصطناعي، الأمن السيبراني، والروبوتات، وصولًا إلى الأجهزة القابلة للارتداء.
أحد أبرز الابتكارات التي حظيت باهتمام واسع، دراجة نارية تم تحويلها إلى مركبة ذاتية القيادة بالكامل عبر تقنيات إماراتية خالصة طورتها شركة RoboHitech من دبي، ما شكل نقلة نوعية في استخدام الروبوتات في القطاعات الحيوية كالأمن والنقل والخدمات. هذا الابتكار لم يكن مجرد عرض هندسي، بل نموذج تطبيقي يحمل رسالة مفادها: الإمارات تُصدر حلولًا للمدن الذكية، لا تكتفي باستيرادها.
في مساحة أخرى من الجناح، قدّمت شركة Viai نظارات رياضية ذكية تعيد تعريف العلاقة بين الإنسان والتكنولوجيا، عبر دمج مساعد رقمي يعمل بالذكاء الاصطناعي، يقدم تحليلات فورية عن البيئة المحيطة والأنشطة البدنية، مستهدفًا شريحة الرياضيين والمغامرين.
أما في محور الأمن السيبراني، فقد برزت مدرسة “السيبر نت” كمنصة رائدة في إعداد جيل رقمي قادر على الدفاع عن البنية التحتية الرقمية، عبر برامج تدريبية متخصصة تتجاوز التعليم التقليدي، نحو بناء منظومة سيبرانية متكاملة تتماشى مع التحول الاقتصادي الذكي في الإمارات.
تجاوز حضور الإمارات مجرد الترويج لمنتجات أو أفكار، بل كان بيانًا عمليًا يُظهر للعالم كيف تحوّلت من مستهلك للتقنية إلى مصنع للابتكار، ومن متلقٍ للتطور إلى شريك في صنعه. فقد اجتمعت في جناحها ملامح اقتصاد المستقبل: ريادة، شمول، واستدامة رقمية.
ومع التفاعل الكبير من زوار المعرض، وخاصة الشركات الأوروبية، أكدت الإمارات مجددًا أنها حاضنة للموهبة، ومختبر عالمي للتقنيات الصاعدة، ومصدر إلهام للدول الساعية إلى بناء مستقبل قائم على المعرفة.
“الإمارات لم تعد تشتري التكنولوجيا… بل تصنعها وتُصدرها”، هكذا علّق أحد الحضور، في جملة تختصر القصة الكاملة.