الإمكانات الخفية للسياحة البيئية في الخليج

data
data 200 Views
3 Min Read

يبدو مفهوم السياحة البيئية خيارًا واضحًا بالنسبة لدولة تتمتع بوجود غابات وطبيعة خضراء، وتقل إمكانيات هذا الخيار بالنسبة لدولة صحراوية. ومع ذلك، فإن إمكانية استقطاب الزوار للاستمتاع بالجغرافيا والثقافة والحياة البرية في الخليج كبيرة، وقد بدأ الترويج لها. ويشير مصطلح السياحة المستدامة (Sustainable Tourism) إلى ترتيب العطلات بأقل قدر من التأثير السلبي على البيئة عبر الحد من التلوث والنفايات أو القضاء عليهما، وحماية النظم البيئية الثمينة مثل الغابات والشعاب المرجانية، وما إلى ذلك. ومن المحتمل أن تكون الصورة الشائعة لمنطقة الخليج لدى العديد من الناس حول العالم مرتبطة بالتنقيب عن النفط والصحراء والمنتجعات الشاطئية، لذلك هناك تحدٍ تسويقي عندما يتعلق الأمر بتعزيز السياحة البيئية. وتمثل مناطق الجذب جواهر مكنونة، فعلى سبيل المثال، تتميز السواحل في دولة قطر، وهي شبه جزيرة، بوجود غابات المانغروف الغنية بالتنوع البيولوجي. وقد رصدت منظمة حياة الطيور «Birdlife» أكثر من 360 نوعًا من الطيور في قطر، 200 منها مهاجرة، حيث تقع منطقة الخليج على طريق هجرة مهم بين قارات أوروبا وآسيا وأفريقيا. وبالإضافة إلى مشاهدة الطيور، يمكن للسياح المشاركة في رياضتي التجديف والتجديف بالكاياك. وفي منتجع زلال، يمكن للسياح زراعة الشتلات والمشاركة في جولات المشي بصحبة مرشدين وجولات القوارب

وبالإضافة إلى ذلك، تتمتع الصحارى بجمالها البصري الخاص، مثل الكثبان الرملية المثيرة والواحات والنباتات الصحراوية والسحالي والثعالب. ويمثل التحديق في النجوم عامل جذب آخر، حيث تحتوي قطر على منطقتين تتميزان بسماء مظلمة للغاية يمكن رصد النجوم الرائعة فيها. ومن عوامل الجذب الأخرى في قطر كهف دحل المسفر، الذي يبلغ عمقه 35 مترًا، ويقع بالقرب من الدوحة. وهناك رغبة متزايدة لدى السياح لقضاء العطلات التي تتضمن ممارسة أنشطة وخوض تجارب لا تنسى، بدلا من مجرد الاسترخاء على الشاطئ. فقد توصل استطلاع أجرته شركة يورومونيتور في عام 2020 إلى أن 64 % من المسافرين حول العالم يرغبون في السفر بشكل مستدام ولهدف محدد. وتمثل السياحة البيئية حوالي 20 % من السياحة العالمية. ويوجد أيضًا في قطر ودول الخليج الأخرى مسارات للمشي لمسافات طويلة. وبخلاف فصل الصيف، تكون درجات الحرارة مناسبة للمشي لمسافات طويلة وخاصةً في الصباح الباكر والمساء. وقد حددت العديد من دول الخليج السياحة باعتبارها أولوية إستراتيجية في إطار مبادرات تنويع اقتصاداتها. وتتمتع السياحة بميزة أنها تعود بالفائدة على الشركات في العديد من القطاعات مثل قطاع الضيافة وتجارة التجزئة بالإضافة إلى منظمي الرحلات والسفر، والعاملين من مختلف مستويات الدخل.  وتسعى دولة قطر إلى اللحاق بالركب، فقد حددت وزارة البيئة والتغير المناخي السياحة البيئية على وجه الخصوص باعتبارها مجالاً ذا أولوية بدعم من نشرة صدرت في عام 2021. وقد سلطت هذه النشرة الضوء على المواقع الأثرية والسياحة الثقافية، مثل المهرجانات التقليدية ومتحف الفن الإسلامي، والعجائب الطبيعية أيضًا. وفي العام الماضي، نُشرت ترجمة باللغة الإنجليزية لكتاب «السياحة البيئية في قطر» الصادر عن وزارة البيئة والتغير المناخي

Share this Article
Leave a comment