كتبت: سارة هليل
تتواصل اليوم الأحد في الجزائر فعاليات النسخة الحادية عشرة من ملتقى إفريقيا للاستثمار والتجارة، الذي انطلقت أشغاله أمس السبت، بمشاركة حوالي 1000 من المستثمرين والخبراء والاقتصاديين يمثلون 43 دولة من إفريقيا، والشرق الأوسط، وأوروبا، إلى جانب 200 جهة عارضة من مختلف القطاعات الاقتصادية.
ويُعد هذا الملتقى الاقتصادي البارز مناسبة لتكثيف الجهود الرامية إلى تعزيز التعاون الاقتصادي وتطوير الشراكات بين الدول الإفريقية وشركائها، في ظل تحسن مناخ الاستثمار في الجزائر واتساع الفرص المتاحة في مختلف المجالات.
وتتضمن أجندة الملتقى مناقشة سبل استغلال الإمكانات الاقتصادية والمادية والبشرية التي تزخر بها الجزائر وإفريقيا، بهدف بناء علاقات استثمارية وتجارية مثمرة ومستدامة. كما يشهد الحدث التركيز على مشاريع البنية التحتية الاستراتيجية في الجزائر، مثل تطوير شبكة السكك الحديدية والنقل البري، إلى جانب الطريق العابر للصحراء الذي يربط الجزائر بلاغوس، والذي يُتوقع أن يعزز الربط القاري ويساهم في تسهيل التجارة البينية، خاصة بالنسبة للدول الإفريقية غير الساحلية.
كما يشكل الملتقى محطة تحضيرية مهمة لمعرض التجارة البينية الإفريقية، المقرر تنظيمه في الجزائر مطلع شهر سبتمبر المقبل، والذي يُرتقب أن يشهد توقيع اتفاقيات تجارية واستثمارية تفوق قيمتها 44 مليار دولار. وتُمنح المؤسسات الجزائرية، العامة والخاصة، فرصة لتوسيع حضورها داخل السوق الإفريقية من خلال هذا الحدث الدولي.
وتتجلى أهمية التكامل الاقتصادي الإفريقي، الذي يمثل المحور الأساسي للملتقى، في ظل معطيات تُظهر أن التجارة البينية داخل القارة لا تتجاوز 15% من إجمالي المبادلات، بينما لا تتعدى الاستثمارات البينية نسبة 12% من مجموع الاستثمارات الأجنبية المباشرة، ما يؤكد الحاجة إلى تفعيل آليات التعاون الاقتصادي داخل القارة.
ويُنظم الملتقى من قبل المركز الإفريقي للاستثمار والتطوير، بالتعاون مع الاتحاد الإفريقي، والجامعة العربية، والبنك العربي للاستثمار في إفريقيا، ومجموعة من الهيئات المالية الإفريقية والعربية. ويهدف إلى تهيئة مناخ ملائم يجمع الفاعلين الاقتصاديين والمستثمرين وصناع القرار، لمناقشة تطوير قطاعات حيوية كالفلاحة، الصناعة، الطاقة، والتحول الرقمي، في إطار رؤية شاملة للتكامل الإفريقي.