العيون الكبريتية طبيعة علاجية ساحرة في جنوب سيناء

admin
admin 162 Views
6 Min Read

مصر السائح الخليجي

أهدت الطبيعة الساحرة جنوب سيناء هدية استشفاء للزائرين والباحثين عن مقاصد السياحة العلاجية؛ فنشرت عيون المياه الكبريتية في العديد من مناطق أرض الفيروز، وميزتها بتركيز عالٍ من الكبريت والمعادن، التي لها تأثيرات إيجابية على صحة الإنسان؛ فالكبريت على سبيل المثال، يعمل كمضاد للالتهابات ومطهر، ويساعد في علاج العديد من الأمراض الجلدية والمفصلية، كما أنه يعزز الدورة الدموية ويقلل من التوتر.

ورغم أن محافظة جنوب سيناء تزخر بمقومات هائلة للسياحة العلاجية متمثلة في عيون المياه الكبريتية الطبيعية الساخنة، بمدن طور سيناء وأبو زنيمة ورأس سدر، وعلى الرغم من أهميتها في علاج الأمراض الجلدية والروماتزمية، إلا أنها مازالت تعد كنوزا مخفية تنتظر من يكتشفها.

 

«حمام موسى» مياه علاجية في بيئة خلابة

«حرارتها 37 درجة طوال العام ومياهه غنية بالصوديوم والماغنسيوم»، يصف سليمان أبو بريك شيخ قبيلة «المزينة» بجنوب سيناء لـ«بوابة الأهرام» مميزات مياه العين الكبريتية في «حمام موسى»، أحد أشهر أماكن السياحة العلاجية في المحافظة.

 

ويوجد حمام موسى على بعد 5 كيلومترات من طور سيناء –عاصمة المحافظة- ويحيطه العديد من أشجار النخيل، ويتمتع بمياه كبريتية متعددة العناصر المعدنية.

 

ويشير «أبو بريك» إلى أن الصوديوم الموجود في مياه حمام موسى يساعد على سرعة التئام الجروح، فيما يساعد الماغنسيوم خلايا اللون في الجلد على استعادة حيويتها، لإعادة اللون الطبيعي للجلد، وله تأثير قوى على علاج الأمراض الجلدية المختلفة مثل البهاق والصدفية والزوائد الجلدية.

 

 

 

تطوير المنطقة المحيطة بـ«حمام موسى»

وانتهت محافظة جنوب سيناء من تطوير منطقة حمام موسى؛ وإمدادها بالمرافق والخدمات اللازمة لبيئة سياحة علاجية ملائمة؛ حيث تم إقامة 6 حمامات سباحة وفندق بيئي ومركز للأنشطة العلاجية تم تجهيزه.

 

كما شهدت المنطقة إقامة منتجع صحي بخبرة عالمية بتعاون مع شركة متخصصة تعمل في مجال العلاج بالمياه الطبيعية في أوروبا، وشهدت المنطقة أيضا إقامة فندق بيئي على الطراز المعماري الإسلامي باستخدام الأحجار الجرانيتية التي تشتهر بها سيناء، ويطل الفندق علي ساحل البحر مباشرة بالقرب من منطقة الحمام.

 

 

 

ويشهد حمام موسى توافد العديد من الزائرين سواء خلال رحلات اليوم الواحد، أو رواد دير سانت كاترين، أو السائحين القادمين خصيصا من شرم الشيخ.

 

ويوضح شيخ قبيلة «المزينة»، أن توافد رواد دير سانت كاترين على حمام موسى يأتي كجزء من إحياء رحلات الحج القديم، معربا عن أمله في وضع برنامج علاجي وسياحي للسائحين ضمن برامج الزيارة لمدة 3 أسابيع بالمنطقة.

 

ويشير إلى ضرورة التنسيق مع الجهات الطبية العالمية في الاتحاد الأوروبي؛ لاستخراج شهادة تأكيد الجودة الأوروبية؛ بما يؤكد جودة الخدمات الطبية المقدمة إلى السائحين الوافدين.

 

 

 

 

ينابيع المياه الكبريتية في أبو زنيمة معروفة باسم «حمام فرعون» وتصب مياهها الساخنة في مياه البحر دون استفادة منها، إلا أن بعض الشركات السياحية حصلت على موافقات لاستغلال المنطقة وتحويلها إلى منتجع سياحي وعلاجي، وبدأت في إنشاء هياكل خرسانية إلا أنها لم تكتمل.

 

 

 

ويصف «أبو بريك» حمام فرعون بأنه يوجد به تجاويف صخرية من الداخل تشبه «غرف الساونا الطبيعية» التي يستفاد منها في علاج الأمراض الروماتيزمية وآلام المفاصل وخشونة الركبة وآلم العمود الفقري، لما تتمتع به هذه المياه من ارتفاع نسبة الكبريت.

 

عين مياه لعلاج القولون وآلام المعدة

على بعد نحو 20 كيلومترا من مدينة رأس سدر توجد عين مياه كبريتية دافئة، بالقرب من منطقة وادي «غرندل».

 

ويقول شيخ قبيلة «المزينة» إنه بتناول كميات من مياه عين وادي «غرندل» يساهم في التخفيف من آلم المعدة والقولون، ويعالج عسر الهضم وقرحة المعدة.

 

فوائد السياحة العلاجية.. ليست طبية فقط!

ويوضح «أبو بريك» أن السياحة العلاجية تحتاج لمن يخضع لها إلى إقامة أطول نسبيا عن مدة الإقامة لبرامج السياحة التقليدية، لفترات تتراوح بين أسبوعين إلى شهرين متواصلين؛ وذلك للاستفادة الكاملة من الخصائص العلاجية للعناصر المعدنية الطبيعية، وهو ما يساعد على تنشيط السياحة وإنعاش الأوضاع في المناطق التي توجد بها العيون الكبريتية بشكل عام.

 

معدل إنفاق مرتفع على السياحة العلاجية

ويضيف إن معظم السائحين من رواد السياحة العلاجية يتوافدون على هذه العيون عن طريق برامج للتأمين الصحي، وهو ما يؤكد ارتفاع معدل إنفاق السائح على منظومة السياحة العلاجية؛ التي تتضمن عناصر السياحة التقليدية من خدمات الإقامة الكاملة، وتقديم الخدمات العلاجية والإشراف الطبي، بالاستعانة بفريق طبي متخصص، ومراكز للتحاليل الطبية، لرصد مدى التقدم في الحالة المرضية.

 

 

ويؤكد شيخ القبيلة أن وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة وضعتا السياحة العلاجية على خريطة السياحة؛ إلا أن حجم الإقبال على السياحة العلاجية لا يزال متواضعا، وأرجع «أبو بريك» ذلك إلى عدم التعريف بأهمية هذا النوع من السياحة.

 

وطالب هيئة تنشيط السياحة بتوفير الدعاية السياحية على المستوى العالمي للسياحة العلاجية في جنوب سيناء، من خلال معارض وأسواق السياحة العالمية، مع تكاتف جهود وزارة السياحة بالتعاون مع محافظة جنوب سيناء لتحويل منطقة حمام فرعون وعين المياه الكبريتية في رأس سدر إلى منتجعات سياحية علاجية، وتوفير الكوادر البشرية للعمل بهذا القطاع من خلال إدخال بعض التخصصات اللازمة بكليات الطب والعلاج الطبيعي والسياحة والفنادق والتربية الرياضية، بما يساهم في زيادة نصيب جنوب سيناء إلى 5% من حجم السياحة العلاجية العالمية، وهو ما يفر نحو 100مليون دولار سنويا، فضلا عن توفير الآلاف من فرص العمل.

 

 

Share this Article
Leave a comment