تورونتو 27 يونيو ـــــــ كتبت: سارة هليل
في لحظة فنية تاريخية تحتفي بجماليات الفنون الإسلامية وتاريخها العريق، افتتح معالي الشيخ سالم بن خالد القاسمي، وزير الثقافة الإماراتي، معرض “كالشمس تظهر للعينين من بُعد” في متحف الآغا خان بمدينة تورنتو الكندية، بحضور معالي سلطان بن سعيد المنصوري، مبعوث وزير الخارجية إلى كندا ورئيس مجلس إدارة غرفة تجارة دبي، وذلك في إطار تعاون ثقافي متميز بين وزارة الثقافة الإماراتية والمتحف الكندي العريق.
ويستمر المعرض حتى 15 فبراير 2026، ليكون بمثابة محطة فارقة ضمن فعاليات الاحتفال بمرور عشرين عامًا على انطلاقة جائزة البُردة، التي تُعد واحدة من أبرز الجوائز العالمية المعنية بالفنون الإسلامية المعاصرة.
أكثر من 60 عملًا فنيًا.. حوار بصري بين الحداثة والتراث
يضم المعرض أكثر من 60 عملًا فنيًا معاصرًا من إبداعات الفائزين بجائزة البُردة، إلى جانب قطعتين نادرتين من مقتنيات جائزة البدر، في عرضٍ بصري ثري يتفاعل مع مقتنيات أثرية وتاريخية من مجموعة متحف الآغا خان، مما يُثري التجربة ويجسّد تلاقي الماضي بالحاضر في قالب إبداعي متجدد.
ويُسلّط المعرض الضوء على تطور الخط العربي، والزخرفة الإسلامية، والشعر العربي كركائز فنية تنبض بالحياة وتُعبّر عن جوهر الهوية الثقافية.
ثلاث فنانات إماراتيات.. تنسيق معاصر لروح الجائزة
جاء تنسيق المعرض بتوقيع ثلاث من خريجات منحة البُردة، وهن: فاطمة المحمود، سارة بن صفوان، وشيخة الزعابي، حيث قدّمن رؤية فنية معاصرة تعكس تطلعات الجائزة وتحوّلها من إطار تنافسي إلى منصة للتمكين الثقافي والتبادل المعرفي عبر الحدود.
برنامج ثقافي مواكب… ورش وندوات وتجارب تفاعلية
يرافق المعرض برنامج ثقافي شامل يضم ورش عمل متخصصة في الخط، الزخرفة، والشعر العربي، بالإضافة إلى ندوات وعروض تفاعلية تهدف إلى توسيع دائرة التفاعل الجماهيري مع الفنون الإسلامية، وإبراز قدرتها على التعبير عن القيم الجمالية والإنسانية بروح عصرية.
إصدار توثيقي يُخلّد المسيرة
بالتوازي مع الافتتاح، تم إطلاق كتاب “كالشمس تظهر للعينين من بُعد”، الذي يوثّق أبرز ملامح المعرض، ويقدّم مقالات وتحليلات معمّقة كتبها خبراء في الفنون الإسلامية وأكاديميون ومقتنو أعمال فنية، تُبرز دور جائزة البُردة في دعم الفن الإسلامي المعاصر وتعزيز حضوره عالميًا.
جائزة البُردة.. منصة إماراتية دولية للفن والهوية
منذ انطلاقها في عام 2004، كرّمت جائزة البُردة أكثر من 390 مبدعًا من شعراء، خطاطين، وفنانين تشكيليين من مختلف دول العالم، لتتحول إلى منصة إماراتية عالمية تحتفي بجماليات اللغة العربية وفنون الحضارة الإسلامية، وتعكس التزام دولة الإمارات برعاية الإبداع الثقافي والتراث الفني الإسلامي.
الإمارات وكندا.. جسر ثقافي جديد
يشكّل هذا المعرض نقلة نوعية في التعاون الثقافي بين الإمارات وكندا، ويعكس رؤية الإمارات في تقديم الفنون الإسلامية في قوالب معاصرة تعزز الحوار الثقافي العالمي، وترسّخ من مكانتها كمركز دولي لرعاية الفنون ودعم المواهب.