الهروب الحراري: بطارية صغيرة تُشعل إنذارًا عالميًا في الطيران

admin
admin 34 Views
5 Min Read

كتب: سليم نويجع 

أصدرت هيئة الطيران المدني البريطانية “CAA” تنبيهًا مهمًا للمسافرين، خصوصًا القادمين من أيرلندا إلى المملكة المتحدة، تدعوهم فيه لتجنّب وضع أجهزة الشحن المحمولة “Power Banks” داخل حقائبهم المُسجّلة.

 

الهيئة، وهي الجهة المسؤولة عن سلامة الطيران في بريطانيا، أوضحت أن هذه الأجهزة ممنوعة في الأمتعة التي توضع في عنابر الشحن، بسبب المخاطر المرتبطة ببطاريات الليثيوم المُدمجة فيها. وأشارت إلى أن هذه البطاريات قد تكون معيبة أو غير آمنة، مما يُعرّض الطائرات لمخاطر جسيمة.

 

وعبر موقعها الإلكتروني، شددت الهيئة على أن البطاريات الرديئة أو المُستخدمة بشكل خاطئ قد تتعرض لحالة تُعرف بـ”الهروب الحراري”، حيث ترتفع درجة حرارتها بشكل مفاجئ، مما يؤدي إلى اشتعالها أو انفجارها، وهو ما يُشكل خطرًا داهمًا على الطائرة والركاب.

 

وأكدت الهيئة أن مثل هذه الحوادث، سواء وقعت داخل الطائرة أو في قسم الشحن، قد تؤدي إلى إصابات أو تعطّل أنظمة الطيران، لافتة إلى أن الأجهزة الإلكترونية المحمولة أصبحت الآن تخضع لمعايير صارمة لضمان السلامة.

 

في السياق ذاته، تختلف قواعد الأمتعة بين المطارات والدول. فمطار دبلن الأيرلندي، على سبيل المثال، نشر قائمته الخاصة بالممنوعات في الحقائب اليدوية والمُسجّلة، والتي شملت المتفجرات، الألعاب النارية، الذخائر، وأجهزة التدخين الإلكتروني، ضمن مجموعة من العناصر التي تُهدد أمن الطيران.

 

ويأتي هذا التحذير في ظل زيادة أعداد السياح الأيرلنديين المتوجهين إلى بريطانيا، خاصةً مع تغييرات حديثة في القواعد الحدودية، والتي تفرض على بعض المسافرين إحضار مستندات إضافية للدخول إلى المملكة المتحدة.

 

وفي إطار متصل، كانت عدة شركات طيران آسيوية قد اتخذت خطوات صارمة تجاه بطاريات الليثيوم، بعد سلسلة حوادث تسببت فيها تلك الأجهزة نتيجة ارتفاع درجات الحرارة المفاجئ أو اندلاع النيران على متن الطائرات.

 

وفي وقت سابق من هذا العام، أفادت وزارة النقل في كوريا الجنوبية، بناءً على تقرير صادر عن لجنة التحقيق وخدمات الطب الشرعي، بأن بطارية ليثيوم في بنك طاقة يُشتبه في أنها وراء حريق شبّ في طائرة تابعة لطيران “بوسان” في يناير الماضي، أثناء استعدادها للإقلاع.

 

التحقيقات كشفت وجود “آثار ذوبان كهربائي متعددة” على بقايا الجهاز، مما يدعم فرضية تسببه في الحادث.

 

ورغم أن المسافرين يعتمدون بشكل متزايد على بنوك الطاقة من نوع ليثيوم-أيون لشحن هواتفهم وأجهزتهم الإلكترونية خلال الرحلات، إلا أن هذه البطاريات قد تتحول إلى مصدر خطر كبير إذا كانت رديئة التصنيع، أو تم استخدامها بطريقة غير صحيحة، أو حتى مع تقادمها، نظرًا لاحتوائها على مواد قابلة للاشتعال.

 

وبحسب إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية (FAA)، فقد تم تسجيل أكثر من 500 حادث مرتبط ببطاريات الليثيوم خلال العشرين عامًا الماضية، وشملت هذه الحوادث انبعاث دخان وحرائق وحرارة زائدة.

 

في كوريا الجنوبية، دخلت لوائح جديدة حيز التنفيذ هذا الشهر، تمنع الركاب من تخزين بنوك الطاقة أو أجهزة التدخين الإلكتروني في الحجرات العلوية، مع إلزامهم بوضعها تحت المقاعد أو في الجيوب المخصصة.

 

وتمنع القواعد أيضًا شحن بنوك الطاقة من خلال منافذ USB داخل الطائرة، كما أوصت الوزارة الركاب باستخدام شريط عازل لتغطية أطراف البنوك، أو حفظها داخل أكياس بلاستيكية محكمة الإغلاق، لتفادي ملامستها لأجزاء معدنية قد تسبب شرارات كهربائية.

 

وفي أعقاب الحريق الذي اندلع في طائرة “بوسان” يوم 28 يناير في مطار جيمهاي الدولي، فرضت شركات طيران آسيوية قيودًا جديدة على استخدام هذه الأجهزة.

 

الخطوط الجوية التايلاندية أعلنت، منذ 15 مارس، حظر استخدام أو شحن بنوك الطاقة أثناء الرحلات، بعد وقوع عدة حوادث يُشتبه أنها تعود لهذه الأجهزة.

 

أما الخطوط الجوية السنغافورية، فقد منعت منذ أبريل استخدام بنوك الطاقة لشحن الأجهزة على الطائرات، كما حظرت توصيلها بمنافذ USB.

 

شركة “طيران آسيا” الاقتصادية انضمت للقائمة، وفرضت على الركاب وضع بنوك الطاقة تحت المقعد أو في الجيوب الأمامية فقط، ومنعت استخدام أي جهاز للشحن طوال الرحلة.

 

وفي تايوان، اتخذت شركات الطيران الثلاث الكبرى – إيفا إير، الخطوط الجوية الصينية، ويوني إير – قرارًا جماعيًا بمنع استخدام بنوك الطاقة المحمولة أثناء الطيران.

 

وأصدرت هيئة تنظيم الطيران في هونغ كونغ تعليمات مماثلة، تحظر استخدام هذه الأجهزة أو تخزين بطاريات الليثيوم في الحجرات العلوية.

Share this Article
Leave a comment