كتب: سليم نويجع
في تحول غير متوقع لمسار التنافس على منصب الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية، سحبت حكومة جورجيا رسميًا ترشيح الأمين العام الحالي، زوراب بولوليكاشفيلي، من سباق الترشح لولاية ثالثة، ما شكّل نقطة تحوّل فارقة أعادت رسم خريطة المنافسة داخل المنظمة الأممية.
هذا الانسحاب المفاجئ، الذي أنهى فعليًا رحلة المصرفي السابق على رأس المنظمة، فتح الباب أمام مرشحين جدد من خلفيات متنوعة، كان أبرزهم المرشحة الإماراتية شيخة ناصر النويس، التي باتت الآن تحظى بدعم جورجي مباشر، في خطوة أثارت اهتمامًا واسعًا في أروقة السياحة الدولية.
قرار سحب الترشيح جاء بعد فترة من الجدل المحيط ببولوليكاشفيلي، شملت ملاحظات حول طريقة إعادة انتخابه خلال أزمة جائحة كوفيد-19، وتساؤلات قانونية بشأن أحقية الترشح لولاية ثالثة في ضوء أنظمة المنظمة. كما ازدادت الضغوط مع توالي التقارير الإعلامية التي ربطت اسمه بقضايا فساد وسوء استخدام للمنصب.
خريطة المنافسة: خمسة مرشحين وسباق مفتوح
بانسحاب بولوليكاشفيلي، أصبحت المنافسة تدور بين خمسة مرشحين يمثلون دولًا من ثلاث قارات، هم:
جلوريا جيفارا “المكسيك”: من أبرز الأسماء، بخبرة وزارية وقيادية في مؤسسات سياحية عالمية.
هاري ثيوهاريس “اليونان”: يحظى بقاعدة دعم أوروبية قوية.
شيخة النويس “الإمارات”: مرشحة بدعم سياسي من جورجيا، وتخوض السباق للمرة الأولى.
الحبيب عمار “تونس”: وزير سابق، وسط توقعات بفرص محدودة.
محمد آدم “غانا”: دبلوماسي يشغل منصب سفير، وتبدو حظوظه ضعيفة.
رغم اختلاف الخلفيات والمسارات المهنية، تشير التحليلات إلى أن التنافس سيتركز بين جيفارا وثيوهاريس، فيما يُنظر إلى ترشح النويس على أنه يحمل طابعًا سياسيًا أكثر من كونه تنافسيًا فعليًا.
يُعقد اجتماع المجلس التنفيذي لمنظمة السياحة العالمية في 29 و30 مايو الجاري في قصر “ريال سيتيو دي سان إلديفونسو” بإسبانيا، لاختيار المرشح الذي سيُرفع اسمه للتصديق خلال الجمعية العامة المزمع عقدها في المملكة العربية السعودية نوفمبر المقبل.
أما تولي المهام رسميًا، فمقرر في يناير 2026، وسط توقعات بأن المرحلة المقبلة ستشهد إصلاحات تنظيمية واسعة داخل المنظمة، تشمل تعزيز الشفافية الإدارية والتصدي للمخالفات التي أُثيرت في الفترات السابقة.