كتبت: سارة هليل
مع توافد الحجاج والزوار إلى مكة المكرمة استعدادًا لموسم حج 1446هـ، يشهد حي حراء الثقافي إقبالًا واسعًا من داخل المملكة وخارجها، حيث يُعد هذا المعلم الحضاري إحدى أبرز الوجهات التي تجمع بين البعد الإيماني والتجربة التفاعلية الغنية.
يأخذ الحي زواره في رحلة روحية ومعرفية استثنائية، تنطلق من أسفل جبل حراء، في مساحة تمتد على نحو 67 ألف متر مربع، حيث تتلاقى قصة الوحي بأدق تفاصيلها مع أحدث التقنيات الحديثة، ليعيش الزائر تجربة لا تُنسى في مهد الرسالة.
معارض تحكي أعظم قصة في التاريخ
يحتضن الحي مجموعة من المرافق الثقافية المتنوعة، أبرزها “معرض الوحي”، الذي يقدم عرضًا بصريًا تفاعليًا يجسّد لحظات نزول الوحي على النبي محمد صلى الله عليه وسلم باستخدام تقنيات الواقع الافتراضي، ما يتيح للزوار خوض تجربة حسية وبصرية تنقلهم عبر الزمن إلى مراحل السيرة النبوية الشريفة، وتُعرّفهم على معالم الحضارة الإسلامية من خلال أسلوب شيق ومؤثر.
متحف القرآن الكريم: كنوز معرفية وأرقام قياسية
كما يضم الحي متحف القرآن الكريم، الذي يتفرّد بعرض أكبر مصحف في العالم وأكبر حامل مصحف، واللذَين دُوّنا في موسوعة غينيس للأرقام القياسية. يحتوي المتحف على مجموعة واسعة من القاعات، منها:
قاعة العرض المرئي
قاعة المخطوطات
قاعة علوم القرآن
قاعة النشر والانتشار
ويعرض المتحف مخطوطات نادرة ونسخ قديمة من المصاحف الشريفة تعود لمختلف العصور الإسلامية، إضافة إلى مجسمات تعليمية تشرح تطور كتابة المصحف، وتقنيات تفاعلية حديثة تُبرز تاريخ تدوينه، إلى جانب لوحة فسيفساء فنية ضخمة لسورتي الفاتحة والبقرة، تم تنفيذها باستخدام أكثر من مليون قطعة بورسلين على مساحة تزيد عن 76 مترًا مربعًا.
ويتوسط المتحف قطعة أصلية من كسوة الكعبة المشرفة، مزينة بآيات قرآنية مطرزة بخيوط من الحرير والذهب والفضة، ما يضفي على المكان روحانية خاصة.
تجربة متكاملة لكل الزوار
لا تقتصر زيارة حي حراء الثقافي على الجوانب المعرفية والدينية فحسب، بل توفر للزوار تجربة شاملة تشمل جلسات هادئة، ومقاهي، ومحلات هدايا، إلى جانب أنشطة ترفيهية متنوعة تناسب جميع الفئات العمرية، مما يجعل من الزيارة تجربة متعددة الأبعاد تمزج بين الثقافة والتاريخ والترفيه.
إشراف وتنمية مستدامة
يحظى الحي بإشراف مباشر من الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، وبالتعاون مع إمارة منطقة مكة المكرمة، ويهدف إلى رفع جودة الحياة وتحقيق قيمة مضافة لتجربة الزائر، من خلال توفير خيارات تناول طعام وتسوق فريدة من نوعها، أبرزها سوق الحرف والصناعات التقليدية، وعدد من المطاعم والمقاهي ذات الطابع التراثي والمعاصر.
وبفضل تنوعه الثقافي وتكامله المعرفي، أصبح حي حراء الثقافي وجهة رئيسية للسياحة الدينية والثقافية في مكة، تستقطب الزوار من مختلف الجنسيات لتجربة متجددة تجمع بين التاريخ، الإيمان، والتقنية.