كتبت: هدى الشريف
تقع مدغشقر في المحيط الهندي، على بُعد حوالي 400 كيلومتر شرق ساحل موزمبيق في قارة أفريقيا، و تُعتبر رابع أكبر جزيرة في العالم بعد جرينلاند وغينيا الجديدة وبورنيو، وتضم عشرات الجزر الصغيرة المحيطة بها..
مدغشقر ليست مجرد موطن لقرود الليمور والأشجار الشائكة، بل هي عالمٌ من التنوع البيئي الفريد الذي يجعلها جوهرةً سياحيةً لا تُضاهى. تشتهر بغاباتها المطيرة، الشواطئ البكر، والأنواع المستوطنة التي لا توجد إلا هنا، ما يجعلها وجهةً مثاليةً لعشاق الطبيعة والمغامرة. إذا كنت تبحث عن تجربةٍ بعيدة عن الزحام، حيث تلتقي بالبراكين الخامدة، الشعاب المرجانية النادرة، وغابات المنغروف الأسطورية، فإليك رحلة استكشافية عبر 5 جزر سرية تختزل سحر مدغشقر الخفي.
1. نوزي كومبا: مملكة القرود والشواطئ الأسطورية
تشتهر هذه الجزيرة البركانية الصغيرة بقرود “ماكي ماكاكوس” التي تستقبل الزوار عند الفجر بفضولٍ مرح. يمكنك تسلق الممرات الجبلية المليئة بالنباتات الاستوائية للوصول إلى خلجان أنجيابي، حيث تلمع الرمال البيضاء تحت المياه الفيروزية. لا تفوت زيارة قرية أمبانجورينا لرؤية حرفيي الزوارق التقليدية، أو الاستمتاع بالغطس بين الأسماك الملونة قرب الشاطئ.
نصيحة المغامرين:زورها بين سبتمبر ونوفمبر لتفادي الأمطار، واستعدّ لالتقاط صورٍ مع القرود الصديقة!
2. نوزي ساكاتيا: جنة الغواصين وعشاق البحر
غرب جزيرة نوزي بي، تُخفي ساكاتيا عالمًا بحريًا نابضًا بالحياة. تشتهر بشعابها المرجانية البكر التي تعج بأسماك شيطان البحر، السلاحف البحرية، وحتى فرس النبي البحري النادر. يُعتبر موقع Sakatia Point أحد أفضل أماكن الغوص بالعالم، حيث تسبح بين كتل مرجانية تشبه لوحة فنية. وعلى اليابسة، يمكنك التعرّف على حياة الصيادين المحليين في القرى الهادئة.
للغطس الآمن: يُفضّل اصطحاب مرشدٍ محلي لاستكشاف التيارات البحرية بعناية.
3. جزيرة نوزي إرانجا: حيث يلتقي البحر بالأسطورة
تُلقب بـ”جزيرة السلحفاة” لكونها ملاذًا رئيسيًا للسلاحف البحرية التي تضع بيضها على شواطئها ليلاً، خاصةً في ليالي اكتمال القمر. الجزيرتان إيرانجا كومبا وإيرانجا كيلي تتصلان بشريط رملي ساحر يظهر ويختفي مع المد، مما يخلق مشهدًا سرياليًا للمصورين.
تجربة فريدة: انضم إلى جولات مراقبة السلاحف مع مرشدين بيئيين، وتذكّر ألا تلمس البيض لحماية هذه الكائنات المهددة.
4. أرخبيل ميتسيو: رحلة إلى قلب الطبيعة المتوحشة
شمال نوزي بي، يعد هذا الأرخبيل من أكثر المناطق عزلةً في مدغشقر. تشتهر جزيرة جراند ميتسيو بشواطئها النقية وغاباتها الاستوائية، بينما تُدهش نوسي تسارابانجينا بتكويناتها الصخرية الدراماتيكية. هنا، يمكنك الغوص مع أسماك الباراكودا العملاقة، أو استكشاف القرى النائية مثل أمباسيندافا بواسطة قوارب الصيادين.
للإقامة الفاخرة: توجه إلى نوسي تسارا التي تضم منتجعاتً خاصةً تدمج الرفاهية مع الطبيعة.
5. جزيرة سانت ماري (نوزي بوراها): أرض القراصنة والحيتان
تختزل سانت ماري تاريخًا غامضًا كملاذٍ للقراصنة، حيث لا تزال مقابرهم وحطام السفن الغارقة تحكي أسرار القرون الماضية. من يوليو إلى سبتمبر، تصبح مياهها مسرحًا لرقص الحيتان الحدباء أثناء هجرتها للتكاثر. يمكنك أيضًا استكشاف غابة أمبودياتافانا، موطن نباتاتٍ مستوطنة وشلالاتٍ مخفية.
لمحبي التاريخ: ننصحكم بزيارة متحف القراصنة في أمبوديفوتاترا، وشارك في رحلات الغوص لاكتشاف حطام السفن.
كيف تستعد لرحلة لا تُنسى إلى مدغشقر؟
– الوقت المثالي:أبريل إلى نوفمبر (موسم الجفاف).
– الوصول: معظم الجزر تُصلح عبر قوارب من نوزي بي أو أنتسيرانانا.
– الإقامة: تتراوح بين منتجعات فاخرة وكبائن بيئية بسيطة.
– احترم العادات المحلية: لا تجمع تذكاراتٍ طبيعية كالصدف أو الأحجار للحفاظ على النظام البيئي.