كتبت: هدى الشريف
تُولي وزارة التراث والسياحة اهتمامًا لدعم المبادرات التي يُطلقها القطاعان العام والخاص، بالإضافة إلى المبادرات المجتمعية، في إطار سعيها لتحقيق أهداف متكاملة تشمل الجوانب البيئية والاقتصادية والاجتماعية والسياحية، وذلك تماشيًا مع جهودها الرامية إلى تعزيز مفهوم السياحة المستدامة في سلطنة عُمان.
وتلعب الوزارة دورًا محوريًا في تشجيع الاستثمار السياحي داخل المحميات الطبيعية عبر شراكاتها الفاعلة، لا سيما مع هيئة البيئة من خلال لجنة المحميات الطبيعية ولجنة دراسة المشروعات الاستثمارية بالمحميات الطبيعية، حيث تُسهم في اقتراح مشاريع ومنتجات سياحية تتميز بهوية بيئية مُغلفة بمحتوى ثقافي، بما يتوافق مع أبعاد التنمية المستدامة ويعزز جودة التجربة السياحية.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور سعيد بن خلفان المشرفي، المدير العام المساعد للمشاريع وتطوير المنتج وممثل وزارة التراث والسياحة في لجنة دراسة المشروعات الاستثمارية في المحميات الطبيعية: “تعمل اللجنة على دراسة وتقييم فرص الاستثمار في المحميات الطبيعية من مختلف الجوانب، مع التركيز على الخصائص البيئية والثقافية والميزة التنافسية التي تتفرد بها كل محمية على حدة”.
وأضاف المشرفي: “إن توقيع 9 مشاريع استثمارية في 7 محميات طبيعية لتعزيز السياحة البيئية بمشاركة المجتمع المحلي، وبحجم استثماري يبلغ أكثر من 44 مليون ريال عُماني، مع كلاً من الشركة العُمانية للتنمية السياحية (عمران) وبعض مؤسسات القطاع الخاص لتطوير وإدارة وتشغيل عدد من المشاريع الاستثمارية في عدد من المحميات بمحافظات سلطنة عُمان، سيسهم في التوظيف الأمثل للموارد الطبيعية الفريدة التي تزخر بها هذه المحميات، وتحويلها إلى منتجات سياحية بيئية مستدامة تعكس ثراء التنوع الإحيائي مع إبراز المحتوى الثقافي”.
وأوضح أن هذه المشاريع ستتضمن مجموعة من الخدمات المتميزة، أبرزها إنشاء مراكز معلومات تهدف إلى تقديم محتوى تثقيفي حول التنوع الإحيائي لكل محمية وخدمات إرشادية للسياح، ومساحات مخصصة لعرض المشغولات اليدوية والمنتجات المحلية التي تقدمها الأسر المنتجة، فضلاً عن مرافق فندقية صديقة للبيئة تتماشى مع الإطار البيئي لكل محمية، بما يضمن تجربة سياحية متكاملة ومستدامة.
وأكد قائلًا: “نعوّل على هذه المشاريع الاستثمارية بالمحميات الطبيعية الكثير في تقديم تجارب استثنائية تعزز من تفاعل السائح وارتباطه مع البيئة الطبيعية والثقافية المحيطة، من خلال أنشطة متنوعة تتناغم مع الإطار العام للمحميات. حيث لا تقتصر تجربة السائح على التفاعل مع عناصر الحياة الفطرية، بل ستمتد إلى أنشطة تأملية وفلكية فريدة، مما يمنح السائح تجربة شمولية فريدة تمزج بين الطبيعة والعلم والثقافة”.
وتابع: “ستتكامل هذه المشاريع الاستثمارية مع مبادرات وزارة التراث والسياحة نحو إطلاق أنماط ومنتجات سياحية أخرى ترتكز على التوظيف الأمثل للمفردات الطبيعية والثقافية، مثل سياحة المغامرات والسياحة الاستشفائية وغيرها، مما يجعل سلطنة عُمان وجهة سياحية تلبي أذواق الشرائح السياحية المحلية والدولية”.
وأشار المشرفي إلى أن أحد الجوانب الأكثر أهمية في مشاريع تطوير وتشغيل وإدارة المحميات الطبيعية هو ضمان مشاركة المجتمع المحلي بشكل فعّال، من خلال إشراك أفراده في برامج التطوير والتشغيل والإدارة، لا سيما توفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة لأبناء المناطق المجاورة، وتوقيع عدد من مؤسسات القطاع الخاص — لاسيما المؤسسات الصغيرة والمتوسطة — اتفاقيات لإدارة وتطوير وتشغيل بعض المحميات.
واختتم الدكتور سعيد بن خلفان المشرفي مؤكدًا: “إن دور وزارة التراث والسياحة في دعم المشاريع الاستثمارية في المحميات الطبيعية لا يقتصر على الجوانب الفنية والتنظيمية فحسب، بل يمتد إلى توظيف المنتجات السياحية بالمحميات الطبيعية ضمن برامج الترويج السياحي التي تعمل الوزارة وشركاؤها على تنفيذها في مختلف المعارض والمحافل المحلية والإقليمية والدولية، ما يجعل سلطنة عُمان وجهة رائدة في مجال السياحة البيئية والعلمية، وتستقطب الباحثين والأكاديميين والطلاب، إضافة إلى علماء الطبيعة والفلك وعامة الزوار من محبي السياحة المستدامة”.