كتبت: سارة هليل
في إطار توجه عالمي نحو سياحة أكثر ذكاءً واستدامة، أكدت سعادة شيخة ناصر النويس، الأمين العام المنتخب لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة للفترة بين 2026 و2029، أن التكنولوجيا تمثل حجر الأساس لإعادة تشكيل مشهد السياحة إقليمياً وعالمياً، مشددة على أن الابتكار الرقمي قادر على تعزيز جودة الحياة، وتحقيق تجارب سياحية استثنائية مع الحفاظ على خصوصية المجتمعات.
جاء ذلك خلال اجتماعها مع نخبة من ممثلي كبرى شركات تكنولوجيا السفر والسياحة في فرنسا، حيث ناقشت معهم آفاق تطوير القطاع السياحي من خلال التحول الرقمي، وذلك على هامش مشاركتها في معرض “فيفا تيك 2025” لريادة الأعمال والابتكار، المنعقد بالعاصمة الفرنسية باريس تحت شعار “الحدود الجديدة للابتكار”.
التحول الرقمي في صلب السياحة الحديثة
وخلال اللقاء، سلّطت النويس الضوء على أهمية تعزيز كفاءة الخدمات السياحية عبر حلول رقمية متقدمة، ما يسهم في تعزيز مرونة القطاع السياحي وقدرته على التأقلم مع التغيرات التكنولوجية المتسارعة. وأكدت ضرورة بناء بنية تحتية رقمية متكاملة تواكب المتطلبات المستقبلية، وتدعم أهداف التنمية المستدامة من خلال خفض الانبعاثات، وتحسين كفاءة التشغيل، وتيسير تجربة الزوار في مختلف الوجهات.
استثمار القطاع الخاص… ركيزة التحول الذكي
وأشارت إلى أن زيادة الاستثمارات من جانب القطاع الخاص في مجالات الابتكار السياحي ستكون عاملاً حاسماً في صياغة مستقبل السياحة، عبر تطوير أدوات ذكية وتطبيقات رقمية تعزز استدامة الوجهات السياحية، وتتيح تجارب أكثر تخصيصاً للسياح، لا سيما في ظل تحديات مناخية واقتصادية متشابكة.
شراكات استراتيجية لمستقبل متكامل
كما أكدت النويس أهمية بناء شراكات استراتيجية فعالة بين منظمة الأمم المتحدة للسياحة والشركات والمؤسسات الخاصة العاملة في القطاع، بهدف تطوير مبادرات مبتكرة تسهم في تيسير الحركة السياحية الدولية، وتحسين سلاسل القيمة السياحية، ومواكبة التحولات في أنماط السفر، من سياحة فردية مرنة إلى سياحة رقمية شاملة ومستجيبة للظروف البيئية والمجتمعية.
وفي ختام اللقاء، جددت النويس التزامها بقيادة مرحلة جديدة من التعاون الدولي لترسيخ ثقافة الابتكار في السياحة، وتحفيز كافة الأطراف الفاعلة على الإسهام في تطوير قطاع عالمي أكثر استدامة، قائم على المعرفة، والتكنولوجيا، والشمول.