كتبت: هدى الشريف
في عالم تتنوع ثقافاته وتتعدد تقاليده، تبرز مهرجانات تُحاكي الخيال بغرابتها، تاركةً المشاركين والمتفرجين في حيرة بين الإعجاب والاستغراب. من رمي الطماطم في شوارع إسبانيا إلى سباقات الزوجات في فنلندا، تتحول هذه الطقوس إلى لوحات فنية تعكس تاريخًا عميقًا أو أساطيرَ غريبة. هنا نستعرض خمسة مهرجانات تُصنف كالأغرب عالميًا، حيث تتحول التقاليد إلى مغامرات لا تُنسى.
1. مهرجان “كرات النار” (Las Bolas de Fuego) – السلفادور
يقام المهرجان 31 أغسطس سنويًا ، حيث يتجمع سكان مدينة نيخابا في مساء هذا اليوم ليرموا كرات نارية مصنوعة من الكيروسين على بعضهم البعض، في مشهد مليء بالخطورة والإثارة. يعود هذا المهرجان إلى عام 1658 إحياءً لذكرى ثوران بركان إل بلايون، حيث يُعتقد أن القديس جيرونيمو قاتل الشيطان بكرات اللهب.
وبرغم تحذيرات السلطات، يستمر المهرجان منذ قرن، ويُعد رمزًا للشجاعة والتراث.
2. مهرجان “توماتينا” (La Tomatina) – إسبانيا
يقام في الأربعاء الأخير من أغسطس سنويًا. حيث تتحول شوارع بلدة بونول إلى ساحة معركة ضخمة حيث يرمي الآلاف من المشاركين أكثر من 150 طنًا من الطماطم الناضجة على بعضهم البعض. بدأ المهرجان عام 1945 بعد مشاجرة بين مجموعة من الشباب أثناء موكب، وتحول إلى تقليد سنوي يجذب أكثر من 20 ألف مشارك.
ويعد المهرجان أكبر معركة طعام في العالم تستمر لمدة ساعة واحدة فقط، وبعدها يتم تنظيف الشوارع بالمياه تمامًا!
3. مأدبة القرود (Monkey Buffet Festival) – تايلاند
يقام المهرجان نوفمبر من كل عام ، حيث تُقدَّم مائدة ضخمة تحتوي على 4 أطنان من الفواكه والخضروات والحلوى لقرود المكاك في مدينة لوبوري. بدأ المهرجان عام 1989 كبادرة شكر للقرود التي يُعتقد أنها أنقذت عروسًا من شيطان ذي عشرة رؤوس، وفقًا للأسطورة المحلية.
يجذب الحدث آلاف السيّاح، رغم مشاكل القرود المزعجة في المدينة!
4. مهرجان بوريونغ للطين (Boryeong Mud Festival) – كوريا الجنوبية
يقام المهرجان في شهر يوليو سنويًا ، حيث يغوص المشاركون في حمامات طينية غنية بالمعادن، ويتزلجون على منحدرات طينية، أو يخوضون معارك بالطين. بدأ المهرجان عام 1998 كحملة ترويجية لمستحضرات التجميل الطينية، ثم تحول إلى حدث سياحي ضخم يجذب مليوني زائر سنويًا.
وتكمن غرابة هذا الحدث في الجمع بين العلاج التجميلي والترفيه المطلق!
5. مهرجان قوارب التنين (Dragon Boat Festival) – الصين
يقام في اليوم الخامس من الشهر الخامس حسب التقويم القمري الصيني (يونيو عادةً).
ويشهد المهرجان سباقات قوارب التنين الملونة، حيث يتسابق الفرق المكونة من عشرات المجدفين على إيقاع الطبول. يرتبط المهرجان بذكرى الشاعر الصيني تشو يوان الذي ألقى بنفسه في النهر احتجاجاً على الفساد. يقوم المشاركون أيضاً بتناول أكلات تقليدية مثل زونغزي (أرز ملفوف بأوراق الخيزران).
يجمع المهرجان بين الرياضة المائية الشديدة والطقوس القديمة التي يعود تاريخها لأكثر من 2000 عام!.
تمثل هذه المهرجانات نوافذ تطل على ثقافاتٍ ترفض الرتابة، وتحوّل الغرابة إلى فن. سواءً كانت مضحكة أو مثيرة، فإنها تذكرنا بأن العالم ما زال مليئًا بالعجائب التي تنتظر من يجرؤ على استكشافها.