دبي 27 يوليو ـــــــ كتب: سليم نويجع
منذ أكثر من مئة عام، تشق العبرات الخشبية مياه خور دبي، حاملةً في طياتها ملامح من تراث المدينة وتفاصيل يومية لملايين الركاب الذين اعتمدوها وسيلة عبور وتواصل. واليوم، وفي ظل التحولات الذكية والبيئية التي تشهدها وسائل النقل، لا تزال “العبرة” تحافظ على حضورها، ولكن بروح جديدة تتناغم مع المستقبل.
تعمل هيئة الطرق والمواصلات في دبي على تحديث منظومة العبرات التقليدية، عبر برنامج صيانة صارم يشمل فحص الهيكل الخشبي والمحركات، ومعدات السلامة، والتأكد من جاهزية الطاقم للتعامل مع أي طارئ. وتم تزويد العبرات بنظام مراقبة ذكي عبر الكاميرات، لرصد الأداء وسلوك الركاب وتعزيز معايير الأمان.
وفي إطار رؤية دبي للنقل المستدام، بدأت الهيئة في اختبار محركات كهربائية صديقة للبيئة، كما تم إنشاء محطة لتوفير الوقود الحيوي بأسعار محفزة لأصحاب العبرات، دعمًا لمسار التحول الأخضر.
ولم تقف التطويرات عند هذا الحد، إذ شملت إضافة نظام تعداد ذكي لاحتساب أعداد الركاب بدقة، وتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي لمراقبة الأداء وتحليل سلوك المستخدمين، بما يسهم في تحسين الخدمة وتعزيز الكفاءة التشغيلية.
هكذا تواصل العبرات في دبي رحلتها الفريدة، متشبثة بجذورها، ومنفتحة على المستقبل، في مشهد يجسد توازنًا دقيقًا بين الهوية والابتكار.