عسير تثبّت أقدامها كقوة سياحية صاعدة.. 7.5 ملايين زائر في 2024 وموسم صيفي واعد في الأفق

admin
admin 11 Views
3 Min Read

عسير 25 يونيو.. كتبت: سارة هليل 

 

وسط الأجواء المعتدلة التي تميز قممها الجبلية، تستعد منطقة عسير لاستقبال موسم صيف 2025 بزخم متصاعد يجعلها من أبرز الوجهات السياحية في المملكة، وذلك بعدما سجلت أداءً استثنائيًا في العام الماضي استقطبت خلاله نحو 7.5 ملايين سائح، لتحتل بذلك المركز الرابع وطنيًا في عدد الزوار، وفقًا لتقرير وزارة السياحة لعام 2024.

 

تمثل عسير نموذجًا فريدًا يجمع بين سحر الطبيعة وتنوع الثقافة، حيث تمتد المناظر الطبيعية الخلابة من المتنزهات المكسوة بالسحب إلى القرى التراثية والأسواق الشعبية والمواقع الأثرية المفتوحة، في مشهد يعكس ثراء التنوع البيئي والإنساني للمنطقة.

 

ويعزز هذا الزخم السياحي تكامل البنية التحتية والتطوير المتواصل للوجهات السياحية، بالإضافة إلى الفعاليات الموسمية التي تتوزع على محافظات عسير لتلائم مختلف الشرائح، ما يجعلها مركز جذب للزوار المحليين والخليجيين والدوليين على حد سواء.

 

وتشير دراسة تحليلية لغرفة أبها التجارية (مارس 2025) إلى قفزات نوعية في مؤشرات الإنفاق والإيواء السياحي بالمنطقة، مدعومة بتوسّع عدد مرافق الإقامة التي بلغ عددها بنهاية 2024 نحو 288 مرفقًا مرخصًا، منها 44 فندقًا و217 شقة مفروشة، و24 شقة فندقية و3 بيوت عطلات، توفّر مجتمعةً 9,718 غرفة فندقية تلبي احتياجات الزوار على اختلاف مستوياتهم.

 

أما من حيث الإنفاق السياحي المحلي، فقد تجاوزت قيمته في عسير بنهاية 2023 نحو 10.6 مليارات ريال، بما يعادل 9.2% من إجمالي إنفاق السعوديين محليًا، وهو مؤشر على تفضيل المسافر الداخلي للمنطقة لما تحويه من خيارات مريحة ومتكاملة.

 

وتوضح الدراسة أن نحو 80% من هذا الإنفاق يُوجّه لقطاعي الإيواء والمطاعم والمشروبات، ما يشير إلى فرص ضخمة أمام المستثمرين لتوسيع أعمالهم في قطاع الضيافة والخدمات الترفيهية. كما تشكّل الترفيه أولوية رئيسية لـ 46% من الزوار، مما يعزز جدوى الاستثمار في أنشطة تفاعلية وعائلية.

 

على الصعيد الإقليمي، استحوذ زوار دول الخليج على 64% من السياحة الوافدة إلى عسير في 2023، تلاهم الزوار من دول الشرق الأوسط بنسبة 23.27%، مع تسجيل نمو سنوي لافت بلغ 199%، ما يؤكد اتساع رقعة الجذب السياحي للمنطقة خارج الحدود الوطنية.

 

ويُعد الطقس المعتدل في الصيف، وثراء التراث الثقافي، وتنوّع القرى التراثية التي تتجاوز 200 قرية، من أبرز العناصر التي تمنح عسير طابعًا سياحيًا متفردًا. ومن بين أبرز ملامحها الثقافية فن القط العسيري والمهرجانات الشعبية التي تعكس هوية المنطقة الأصيلة.

 

تحظى هذه الجهود بدعم مستمر من وزارة السياحة وهيئة تطوير منطقة عسير، ضمن استراتيجية طموحة تهدف إلى تحويل عسير إلى وجهة سياحية مستدامة على مدار العام، تجمع بين الطبيعة والحداثة، وتمنح الزائر تجربة لا تُنسى.

Share this Article
Leave a comment