الفلبين 17 يوليو ـــــــ كتبت: سارة هليل
في تحول تاريخي على سواحل خليج مانيلا، بات مشروع مطار مانيلا الدولي الجديد (NMIA) يخطو خطواته الأخيرة نحو الانطلاق. فقد اكتملت حتى الآن 80% من أعمال تجهيز الأرض على مساحة 2500 هكتار، شاملة مناطق تم استصلاحها بالكامل من البحر، لتصبح البنية التحتية شبه جاهزة لانطلاق الأشغال الإنشائية الكبرى.
ومن المنتظر أن يبدأ تشييد مبنى الركاب في عام 2026، تمهيدًا لافتتاح المطار الجديد في عام 2028، بعدما تم تأجيل الانطلاقة الأولية بسبب تحديات لوجستية. المطار، الذي يقام على بُعد 30 دقيقة فقط شمال العاصمة الفلبينية، سيشكّل عند اكتماله بوابة جوية ثانية لمانيلا، بطاقة استيعابية تصل إلى 100 مليون مسافر سنويًا.
ويتولى تنفيذ المشروع العملاق رجل الأعمال الفلبيني رامون آنغ، رئيس مجموعة “سان ميغيل” (SMC)، عبر اتفاقية امتياز لبناء وتشغيل ونقل (BOT) لمدة 50 عامًا، بكلفة إجمالية تبلغ 15 مليار دولار. وتعد أعمال التكديس والاستصلاح من أبرز مراحل المشروع، حيث استُخدمت تقنيات متطورة لتقوية الأرض وضمان سلامة الأساسات فوق تربة ساحلية رخوة كانت سابقًا موطنًا لأحواض السمك وأشجار المانغروف.
وإلى جانب أهمية المشروع في تخفيف الضغط عن مطار نينوي أكينو الدولي (NAIA)، فإنه يفتح الباب أمام طفرة عقارية في بولاكان، إذ بدأت أسعار الأراضي في الارتفاع، وسط توقعات بأن تتحول المنطقة إلى مركز حيوي جديد للأنشطة الاقتصادية والاستثمارية.
المطار سيرتبط مباشرة بالبنية التحتية الوطنية عبر شبكة مترو الأنفاق رقم 7، وتمديد مقترح لشارع روكساس، مما يعزز الوصول السلس إليه من العاصمة والمناطق المحيطة.
وهكذا، لا تمثل NMIA مجرد بوابة جديدة للطيران، بل نموذجًا للتحول الحضري المدفوع بالابتكار، حيث تتلاقى الطموحات اللوجستية والاقتصادية في مشروع يُعيد رسم خريطة مانيلا الجوية والعمرانية لعقود مقبلة.