كتبت: سارة هليل
في خطوة واعدة تعزز موقع سلطنة عُمان على خريطة السياحة الريفية المستدامة، أطلقت السلطات في ولاية نخل بمحافظة جنوب الباطنة مشروعًا نوعيًا يتمثل في إنشاء أطول ممشى سياحي في البلاد، بطول يمتد إلى ثلاثة كيلومترات، ضمن خطة طموحة لإبراز المقومات الطبيعية والثقافية للمنطقة.
المسار الجديد يربط بين حصن نخل التاريخي ومنتزه عين الثوارة الشهير، مرورًا بواحات زراعية وقرى تراثية وأنظمة أفلاج تقليدية، ليشكل تجربة متكاملة لعشاق الطبيعة والتراث العُماني الأصيل. ويُنتظر أن يسهم هذا المسار السياحي في تعزيز التجربة البيئية والثقافية للزائرين، وتحقيق أثر اقتصادي مباشر على المجتمعات المحلية.
وبتكلفة تقدر بعدة ملايين من الريالات، سينفذ المشروع على مراحل متتابعة، تبدأ بامتداد أول كيلومتر، على أن تُستكمل بقية الأجزاء تدريجيًا. وسيتضمن الممشى تصميمًا صديقًا للبيئة يشمل مسارات حجرية، وإضاءة موفرة للطاقة، ومرافق خدمية موزعة بعناية.
ومن بين أهداف المشروع الحيوية أيضًا تحفيز سكان القرى المجاورة على الدخول في منظومة السياحة البيئية من خلال مشاريع مثل النُزل الريفية، والمقاهي، ومبادرات النقل الكهربائي، ما يفتح آفاقًا جديدة للتوظيف وريادة الأعمال في قطاعات الضيافة والخدمات.
ويشرف على تنفيذ المشروع لجنة عليا خاصة عقدت اجتماعها الأول لاعتماد آليات التنفيذ، وتشكيل فرق عمل متخصصة لضمان التنفيذ السلس للمراحل المختلفة.
يمثل هذا المشروع نقلة نوعية في جهود عُمان لتطوير البنية السياحية بعيدًا عن المراكز الحضرية، وتعزيز حضورها في مشهد السياحة المستدامة والطبيعية، عبر الاستفادة من مواردها البيئية الفريدة وتراثها الغني.