غوغل تفتح بوابة الزمن: أداة جديدة تعيد الحياة لنقوش الحضارات القديمة وتنعش السياحة الثقافية”

admin
admin 12 Views
2 Min Read

مصر 25 يوليو ـــــــ كتبت: سارة هليل 

 

في خطوة ثورية تمزج بين التكنولوجيا والسياحة الثقافية، أطلقت شركة “ديب مايند” التابعة لغوغل أداة جديدة تحمل اسم “إينياس – Aeneas”، تُعد تحولاً تاريخيًا في فهم الحضارات القديمة، وخصوصًا الإمبراطورية الرومانية، حيث تمكّن الأداة السياح والباحثين على حد سواء من اكتشاف الكنوز الأثرية بشكل أكثر عمقًا ودقة.

 

تعتمد “إينياس” على تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم العميق لتحليل النصوص الأثرية والصور الرقمية معًا، وقد تم تغذيتها بقاعدة بيانات ضخمة تضم أكثر من 176 ألف نقش لاتيني تم توثيقها على مدار عقود من مختلف أرجاء الإمبراطورية الرومانية، ما يجعل الأداة نافذة رقمية إلى الماضي تتيح إعادة بناء التاريخ المفقود حرفًا بحرف.

 

وتُظهر الأداة دقة مذهلة في استكمال النقوش التالفة، حيث تصل نسبتها إلى 73% للفجوات التي تقل عن عشرة أحرف، كما أنها قادرة على تحديد الحقبة الزمنية للنقش ضمن هامش لا يتجاوز 13 سنة فقط، متفوقة على بعض التقديرات البشرية، ما يعزز من مصداقية التجربة لدى زوار المواقع الأثرية وعشاق التراث.

 

ومن أبرز التطبيقات العملية للأداة تحليلها للنقش الشهير “أعمال الإله أغسطس – Res Gestae Divi Augusti”، حيث قدمت نتائج دقيقة تتماشى مع الجدل الأكاديمي الطويل حول تاريخ هذا الأثر.

 

وتُجري “إينياس” عملية تحليل متعددة المراحل تبدأ من معالجة الصور الرقمية للنقوش، مرورًا بتحليل النصوص عبر شبكات عصبية مدربة، وانتهاءً بربط كل نقش بسياقه التاريخي من خلال مقارنته بعشرات الآلاف من النصوص الأخرى، ما ينتج عنه بصمة تاريخية رقمية تميّز كل قطعة أثرية.

 

هذا الإنجاز التقني يعيد تشكيل مستقبل السياحة الثقافية، إذ يُسهم في جعل زيارة المواقع التاريخية تجربة تفاعلية ممتعة وغنية بالمعلومات، ويمنح السياح فهماً أعمق لمعاني النقوش والرموز التي يواجهونها في المعالم الأثرية حول العالم.

 

وتُسرّع الأداة أيضًا عمليات البحث الأكاديمي، حيث تقلل من زمن تحليل النصوص المتشابهة من ساعات طويلة إلى ثوانٍ معدودة، ما يفتح آفاقًا جديدة للباحثين والمتحمسين للتاريخ، ويجعل استكشاف آثار الإمبراطوريات القديمة تجربة رقمية مذهلة لا تقل سحرًا عن الواقع.

 

Share this Article
Leave a comment