كتبت: سارة هليل
بعد ساعات من الترقب والتوتر الجوي في منطقة الشرق الأوسط، أعادت كل من الأردن وسوريا ولبنان فتح مجالاتها الجوية، وذلك بعد يوم من الإغلاق المؤقت الذي فُرض نتيجة تبادل إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، في تصعيد هو الأشد منذ نهاية الحرب التي اندلعت أواخر عام 2024.
وجاء قرار إعادة فتح الأجواء بعد تقييم شامل للوضع الأمني، في وقتٍ تشهد فيه المنطقة حساسية مفرطة نتيجة التوترات المستمرة بين أطراف النزاع، وتأثر دول الجوار الواقعة بمحاذاة إسرائيل، وإن كانت طبيعة علاقاتها معها تختلف جذريًا.
خارطة التوازنات:
الأردن، التي ترتبط بعلاقات دبلوماسية رسمية مع إسرائيل، قررت إعادة فتح أجوائها بدءًا من الساعة 7:30 صباحًا بالتوقيت المحلي (0430 بتوقيت غرينتش)، وفقًا لما أعلنه رئيس هيئة تنظيم الطيران المدني هيثم مستو.
أما لبنان، الذي لا يزال يشهد توترات متفرقة، فقد أعلن وزير النقل فايز رسامني استئناف الحركة الجوية ابتداءً من الساعة العاشرة صباحًا (0700 بتوقيت غرينتش)، بعد أن خفّضت الحكومة منسوب المخاطر إثر جهودها المستمرة لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله، الذي ينص على تسليم السلاح والانسحاب من مناطق التماس مع الحدود الإسرائيلية.
وفي سوريا، التي تحولت قيادتها منذ ديسمبر/كانون الأول إلى سلطة متمردة بعد إنهاء حكم بشار الأسد، الحليف التقليدي لإيران، أعلنت الهيئة العامة للطيران المدني استئناف حركة الطيران المدني في البلاد بشكل رسمي، بعد أن هدأت حدة التهديدات المباشرة.
واقع هش في منطقة مشتعلة
تمثل هذه التطورات مؤشرًا على محاولات استعادة الحد الأدنى من الاستقرار في أجواء المنطقة، وسط غموض يكتنف مستقبل العلاقات الإيرانية الإسرائيلية، واحتمالية امتداد التوترات إلى جبهات أخرى.
يأتي فتح الأجواء كخطوة تمهيدية لاستعادة الحركة الجوية التجارية، وتفادي المزيد من الانقطاعات، لا سيما في منطقة تعتمد بشكل كبير على الربط الجوي بين دولها، وعلى توازنات حساسة لا تتحمل تصعيدًا مطولًا.