كيف تحمي نفسك من الاحتيال الإلكتروني في موسم العطلات؟

admin
admin 25 Views
4 Min Read

كتبت: سارة هليل 

مع تسارع وتيرة السفر في دولة الإمارات العربية المتحدة وازدياد الإقبال على الحجز الإلكتروني، ظهرت تهديدات رقمية تترصد المسافرين من حيث لا يتوقعون: رسائل بريد إلكتروني احتيالية تبدو كأنها عروض مغرية أو تأكيدات لحجوزات وهمية، لكنها في الواقع وسيلة لسلب الأموال وسرقة البيانات.

 

وفي هذا السياق، كشفت شركة الأمن السيبراني الأمريكية “بروف بوينت” عن أن 85% من أبرز مواقع السفر الإلكترونية في الإمارات اعتمدت بروتوكول DMARC، وهو نظام يوفّر طبقة حماية للبريد الإلكتروني تهدف إلى التحقق من هوية المرسل ومنع انتحال العلامات التجارية.

 

ما هو DMARC ولماذا يُعد حصنًا رقميًا للمسافرين؟

يمثل نظام DMARC درعًا أساسيًا في مواجهة التصيّد الإلكتروني، إذ يُمكّن الشركات من التأكد من أن رسائلها الإلكترونية صادرة عن مصادر موثوقة، ويمنع تسلل المجرمين الرقميين الذين يتخفون خلف أسماء علامات تجارية معروفة. ومع ذلك، فإن التقرير يشير إلى أن 45% فقط من هذه المواقع طبقت أقوى مستوى من الحماية – المعروف باسم “الرفض” – الذي يمنع بشكل فعّال تسليم الرسائل الاحتيالية.

 

تصاعد الاحتيال مع زيادة الطلب على السفر

في مواسم العطلات، تتحول صناديق البريد الإلكتروني إلى أرض خصبة للمخاطر، حيث تتزايد الرسائل المزيفة التي تدّعي تأكيد الحجز أو تعرض خصومات ضخمة. ويُظهر التقرير أن نحو 77% من المسافرين في الإمارات يستخدمون تطبيقات الهاتف أو مواقع إلكترونية لإجراء الحجوزات، ما يجعلهم أهدافًا سهلة للمحتالين.

 

تضخم حركة البيانات الرقمية المرتبطة بالسفر، وخصوصًا خلال المواسم السياحية، يفتح المجال أمام مجرمي الإنترنت لاستغلال أي ثغرة، مما يعزز الحاجة إلى أدوات دفاع إلكترونية قوية وفعالة.

 

الإمارات تتفوق عالميًا.. ولكن ما زال الطريق طويلًا

على الرغم من أن الإمارات تتصدر دول العالم في تطبيق معيار DMARC، إلا أن النسبة التي تطبق أقصى درجات الأمان – سياسة “الرفض” – ما زالت دون المستوى المطلوب. إذ تشير البيانات إلى أن 55% من مواقع السفر المحلية لم تعتمد هذا الإجراء الحاسم بعد، مما يترك المسافرين عرضة للهجمات الإلكترونية.

 

وفي مقارنة مع الأسواق الأوروبية والشرق أوسطية، تُظهر الأرقام أن 88% من مواقع السفر هناك تعتمد بروتوكول DMARC، بينما تصل نسبة استخدام سياسة “الرفض” إلى 46% فقط، ما يعكس تحديًا عالميًا يتجاوز حدود الدولة.

 

حماية ذاتية: كيف تحصّن نفسك من الوقوع ضحية؟

رغم التقدم في البنية التحتية الإلكترونية، يبقى وعي المستخدم خط الدفاع الأول. لذا، إليك نصائح عملية لحماية نفسك أثناء حجز رحلاتك:

 

استخدم كلمات مرور قوية وفريدة لكل حساب، وفعّل المصادقة الثنائية حيثما توفرت.

 

كن حذرًا من العروض المغرية التي تبدو مثالية لدرجة يصعب تصديقها – غالبًا ما تكون فخًا.

 

تجنّب الروابط المشبوهة في الرسائل الإلكترونية أو عبر وسائل التواصل، وادخل إلى المواقع الرسمية يدويًا.

 

تحقّق من هوية المرسل في أي رسالة بريد إلكتروني تطلب معلومات شخصية أو مالية.

 

راجع تقييمات الشركات قبل الحجز أو تحميل التطبيقات، واطلع على آراء العملاء السابقين.

 

كلمة أخيرة: لا تدع حلم عطلتك يتحول إلى كابوس إلكتروني

في ظل ازدهار السياحة الرقمية في الإمارات وتوسع قطاع السفر بشكل غير مسبوق، تُصبح حماية البيانات الشخصية أمرًا لا يقل أهمية عن تأمين حجوزات الطيران والإقامة. وبينما تعمل شركات السفر على تعزيز أمنها السيبراني، تبقى مسؤولية المستهلك في توخي الحذر وتطبيق أساسيات الحماية الرقمية أمرًا لا غنى عنه.

 

ففي النهاية، كل رسالة بريد إلكتروني قد تحمل إما مفتاحًا لعطلة الأحلام… أو فخًا رقميًا ينتظر من يقع فيه.

Share this Article
Leave a comment