كتبت: هدى الشريف
في سابقة هي الأولى منذ تأسيس منظمة الأمم المتحدة للسياحة عام ١٩٧٥، انتُخبت الإماراتية شيخة ناصر النويس أمينًا عامًا للمنظمة (للفترة ٢٠٢٦–٢٠٢٩)، لتصبح أول امرأة تتولى هذا المنصب العالمي. جاء الإعلان في ٣٠ مايو ٢٠٢٥ بمدريد، بمشاركة ٣٥ دولة، وسط إشادات واسعة لدور الإمارات في دفع عجلة السياحة المستدامة عالميًا.
تمتد مسيرة النويس المهنية لأكثر من ١٥ عامًا، جعلتها أحد أبرز الوجوه النسائية المؤثرة في القطاع، حيث تخرجت عام ٢٠٠٦ من جامعة زايد ببكالوريوس العلوم في إدارة الأعمال (تخصص مالية)، لتبدأ مسارًا تصاعديًا في أحد أكثر القطاعات ديناميكية. ومن أبرز محطاتها:
– ريادة تمكين المرأة: كأول امرأة تنضم لمجلس إدارة “مجموعة فنادق دبي” التابعة لغرفة تجارة وصناعة دبي، حيث أسهمت في تطوير السياسات السياحية وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص.
– التميز الاستثماري: عضويتها البارزة في فرع الشرق الأوسط وأفريقيا بالجمعية العالمية لمديري أصول الضيافة (HAMA)، وإدارتها استراتيجيات استثمارية كبرى في القطاع الفندقي.
حصدت النويس خلال السنوات الخمس الأخيرة جوائز مرموقة، منها:
– أفضل علامة فندقية في الشرق الأوسط (٢٠٢١، ٢٠٢٢، ٢٠٢٤).
– أفضل سلسلة فنادق أعمال في الشرق الأوسط – من بريطانيا (٢٠٢٢، ٢٠٢٣، ٢٠٢٤).
– إدراجها في قائمة “فوربس الشرق الأوسط” لأفضل ١٠٠ شركة مستدامة (قادة الاستدامة ٢٠٢٣).
وفي تصريحها التاريخي عقب الانتخاب، أكدت شيخة النويس أن فوزها بهذا المنصب مسؤولية كبيرة، وتعهدت بقيادة تحول نوعي عبر خمسة محاور:
١. تعزيز السياحة المسؤولة لحماية البيئة والثقافة والإنسان.
٢. تمكين المجتمعات والشباب والنساء.
٣. توظيف التحول الرقمي والتكنولوجيا لتحسين جودة الحياة.
٤. ابتكار آليات تمويل تدعم السياحة المستدامة.
٥. تطبيق حوكمة ذكية قائمة على الشفافية والمسؤولية.
تشغل النويس حاليًا منصب نائب الرئيس لإدارة علاقات المُلّاك في “روتانا لإدارة الفنادق”(التي تدير ١١٤ فندقًا عبر ٢٣ دولة)، وترأس مجموعة عمل السياحة في غرفة تجارة وصناعة أبوظبي. كما تشارك في هيئات تطوير الكوادر، مثل أكاديمية أبوظبي للضيافة والمجلس الاستشاري للضيافة، بهدف تمكين الجيل القادم من قادة القطاع.
وفي مناسبة ترشيحها للمنصب قالت شيخة النويس: «يأتي اختيار اسمي من قبَلِ الإمارات للترشح لهذا المنصب من منطلق الاهتمام الكبير الذي توليه الدولة بتمكين المرأة الإماراتية في المناصب القيادية، وتأكيداً على جهود الدولة في تعزيز العمل المشترك للارتقاء بنمو واستدامة القطاع السياحي إقليمياً ودولياً ودفعه لمستويات أكثر تقدماً وازدهاراً، ومواصلة تطويره اعتماداً على أفضل الممارسات العالمية المتبعة في هذا الصدد»، مشيرة إلى شعورها بالامتنان العميق لهذه اللحظة المفصلية والتي تُمثل شرفاً عظيماً ومسؤولية كبيرة.
وأضافت شيخة النويس:«تعد السياحة محركاً رئيسياً لتعزيز النمو الاقتصادي المستدام، كونها تسهم في خلق فرص العمل ودعم الشركات المحلية على نمو أعمالها وزيادة إيراداتها، وتعزيز الربط بين الثقافات، فعلى سبيل المثال تدير«روتانا» 114 فندقاً في 49 مدينة بـ 23 دولة حول العالم، حيث نسعى إلى العمل باستمرار على اتباع رؤى وسياسات مبتكر لضمان استمرار السياحة كمحرك للازدهار الاقتصادي مع إعطاء الأولوية للاستدامة والتنافسية».
وفي حديثها عن التحديات العالمية، تابعت: «تمر صناعة السياحة بمرحلة محورية، حيث يواجه العالم تحديات عالمية غير مسبوقة من أبرزها تغير المناخ، والأثر المتسارع للتكنولوجيا، والديناميكيات الجيوسياسية المتغيرة. وتتطلب هذه التحديات قيادة ذات رؤية مستقبلية مرنة وحلولاً متنوعة وتعاونية يمكنها إعادة تعريف مستقبل السياحة المستدامة والمسؤولة».
وقالت شيخة النويس:«هدفي هو البناء على نماذج السياحة الناجحة، وتوسيع نطاقها عبر مناطق مثل إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية لتعزيز النمو المستدام والشامل وتعزيز النظام البيئي السياحي العالمي».
تمثل مسيرة شيخة النويس إرثًا من الريادة النسائية والإنجازات السياحية المستدامة، لتكون نموذجًا يُلهم قادة المستقبل في صناعة السياحة العالمية.