ليوا: جوهرة الصحراء التي تسرد تاريخ الإمارات وتستشرف مستقبلها السياحي

admin
admin 25 Views
3 Min Read

 

كتبت : هدى الشريف

 

في أحضان الربع الخالي، حيث تتعانق الرمال الذهبية مع سماءٍ زرقاء لا تعرف الحدود، تقبع واحة ليوا كتحفة طبيعية تسلب الألباب، حيث تتنفس الأرض تاريخاً عريقاً، وتتوهج الثقافة الإماراتية الأصيلة، تتحول الكثبان الرملية إلى لوحة فنية تروي حكايات الأجداد، وتستعد لاستقبال زوار العالم بقلبٍ مضياف.

 

“ليوا” بوابة الزمن إلى ماضي الإمارات المجيد، وجسرٌ نحو مستقبل سياحي واعد، يجمع بين سحر الطبيعة وعبقرية التطوير المستدام.

 

الموقع الاستراتيجي:

 

تقع واحة ليوا في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي، على الحافة الشمالية من صحراء الربع الخالي، أكبر صحراء رملية في العالم، وتبعد حوالي 230 كيلومتراً جنوب العاصمة أبوظبي. تشكل ليوا جزءاً من مسار تراثي حيوي، إذ كانت تاريخياً محطة رئيسية لقوافل التجارة التي تربط بين شبه الجزيرة العربية ومناطق الخليج.

 

الأهمية التاريخية والثقافية:

 

– تحتضن الواحة أكثر من 50 قرية قديمة، مثل “قرية المرير” و”حويلا”، التي لا تزال مبانيها الطينية شاهدة على فنون العمارة التقليدية.

– وفقاً لسجلات الأرشيف الوطني الإماراتي، يعود استيطان ليوا إلى القرن السادس عشر، حيث اعتمد السكان على زراعة النخيل وتربية الإبل.


الكنوز الطبيعية بالواحة:

– كثبان “تل مرعب”: تُصنف من أعلى الكثبان الرملية في العالم، بارتفاع يصل إلى 300 متر، وتستضيف سنوياً “مهرجان ليوا للرياضة”، الذي يجذب محبي رياضات السيارات الصحراوية.

 

– واحات النخيل:تضم ليوا أكثر من 100 ألف نخلة، تنتج أجود أنواع التمور، مثل “الخلاص” و”الهلالي”، وتُقام فيها “مهرجان ليوا للرطب” سنوياً، الذي يُعد الأكبر من نوعه في المنطقة.

 

– الحياة البرية: تعيش في محيطها أنواع نادرة مثل المها العربي والغزال الرملي، وفقاً لتقارير هيئة البيئة – أبوظبي.

السياحة الثقافية والمغامرات:

 

– القرى التراثية: مثل “قرية ليوا التراثية”، التي تقدم عروضاً حية للصناعات التقليدية كصناعة السدو والحدادة.

– المتاحف: متحف ليوا الذي يعرض مخطوطات وأسلحة تعود إلى عصر ما قبل النفط.

– المغامرات الصحراوية: كالتزلج على الرمال، ورحلات السفاري الليلية، وتسلق الكثبان، إضافة إلى مخيمات البدو التي تقدم تجربة العيش تحت النجوم.

 

التطوير السياحي الفاخر:

– منتجع قصر السراب: وهو تحفة معمارية تدمج الفخامة مع البيئة الصحراوية، ويُصنف كواحد من أفضل منتجعات العالم حسب جوائز السفر العالمية.

– فنادق بيئية: مثل “تلال ليوا”، الذي يعتمد على الطاقة الشمسية، في خطوة لتوطين مفاهيم السياحة المستدامة.

 

الرؤية المستقبلية:

– ضمن استراتيجية أبوظبي 2030، تم تخصيص مليارات الدراهم لتطوير البنية التحتية السياحية في ليوا، مع الحفاظ على التوازن البيئي.

 

– مشروع “طريق ليوا السياحي” الجديد، الذي سيربط الواحة بمدينة أبوظبي عبر مسارٍ مخصص للمغامرات والعروض الثقافية.

 

– وفقاً لهيئة الثقافة والسياحة، زار ليوا أكثر من 500 ألف سائح في 2023، بنمو نسبته 20% مقارنة بالعام السابق.

Share this Article
Leave a comment