متحف أوبسكوروم : رحلة إلى عالم الغموض والأساطير

admin
admin 23 Views
3 Min Read

كتبت : هدى الشريف

في مدينة نيكوبينج فالستر الدنماركية، يختبئ متحف “أوبسكوروم”وراء جدرانه القديمة، كاشفًا عن عالم مليء بالأسرار والرعب والدهشة. هذا المتحف ليس مجرد وجهة سياحية تقليدية، بل بوابة لعوالم أخرى حيث الأساطير والظواهر الخارقة للطبيعة، مما يجعله ملاذًا لمحبي الغموض والتشويق.

تاريخ المتحف وبداية الحكاية

أنشئ المتحف في منزل المستكشف كورنيليوس إس. سي. رودر، الذي عاش في القرن التاسع عشر واشتهر برحلاته إلى أماكن بعيدة. خلال أسفاره، جمع كورنيليوس مقتنيات نادرة وغير تقليدية، شملت كائنات غريبة وأدوات شعائرية اعتُقد أنها استخدمت في طقوس قديمة، وبعد وفاة المستكشف، تُركت هذه الكنوز في منزله الذي تحول إلى متحف مخصص لعشاق الغرائب.

اكتشاف الغرفة السرية

في عام 2017، وخلال أعمال الترميم للمتحف ، اكتُشف باب مخفي يقود إلى غرفة سرية مغلقة منذ عقود. بداخلها، وُجدت صناديق تحتوي على مخلوقات محنطة وأدوات شعائرية غريبة، إلى جانب وثائق مكتوبة بلغات قديمة، زادت من غموض المكان وأعطت المتحف شهرة عالمية.

المعروضات الأكثر غرابة

التنين المحنط:

مجسم صغير يشبه التنين، يقال إنه من الفولكلور الآسيوي. أثار الجدل حول كونه بقايا حقيقية أم حرفة متقنة.

هيكل مصاص دماء:

ُيعرض بجانب رمح خشبي وأدوات للحماية من مصاصي الدماء. تقول الأسطورة إن هذا الهيكل يعود إلى شخص أُعدم في القرن السابع عشر بتهمة ممارسة السحر.

الجنيات المحنطة:

تماثيل صغيرة بجناحين شفافين، يقال إنها تعود لقرون مضت. تصف الأساطير الأوروبية هذه المخلوقات بأنها كانت تعيش في الغابات وتساعد البشر أحيانًا

جمجمة طفل الغابة:

قطعة غامضة يُعتقد أنها مرتبطة بحكايات السكان المحليين عن أطفال يظهرون في الغابات ليلاً

الدمى الملعونة:

دمى يقال إنها مسكونة، توضع داخل أقفاص زجاجية، وتُحذر الزوار من لمسها أو تصويرها.

المستذئب المحنط:

من بين أكثر القطع شهرة وإثارة للدهشة، يُعرض داخل المتحف مستذئب محنط بحجم إنسان بالغ. يتميز بجسد بشري مغطى بفراء كثيف ووجه يشبه الذئب. تقول الأسطورة المحلية إن هذا الكائن كان ضحية لعنة قُدّمت أثناء طقوس قديمة لتحويل البشر إلى ذئاب

العلماء الذين عاينوا هذه القطعة عجزوا عن تقديم تفسير قاطع، مما زاد من غموضها وجعلها نقطة جذب رئيسية للزوار

رأي العلم وتفسيرات الظواهر

على الرغم من القصص المثيرة التي ترافق كل قطعة، يرى العلماء أن معظم هذه المقتنيات هي أعمال فنية تعكس شغف الماضي بالخرافات والظواهر الغامضة. ومع ذلك، تبقى بعض القطع، مثل المستذئب المحنط، لغزًا محيرًا بسبب التفاصيل الدقيقة التي تثير تساؤلات حول أصلها

تجربة الزوار..

يدخل الزوار إلى “أوبسكوروم”وكأنهم ينتقلون إلى عالم آخر. الأضواء الخافتة والممرات المظلمة تُضفي إحساسًا بالرعب، بينما تعرض الأصوات والمؤثرات البصرية قصصًا عن كل قطعة. الزائرون يشيرون إلى أنهم يشعرون أحيانًا بوجود شيء غامض يراقبهم، خاصة عند الوقوف أمام المستذئب المحنط الذي يبعث إحساسًا بالرعب والدهشة في آن واحد.

متحف “أوبسكوروم” يعد تجربة عميقة تعيد إحياء الأساطير وتجمع بين الخيال والعلم. إذا كنت من عشاق الغموض والمغامرة، فإن زيارة هذا المتحف ستتركك بحيرة وأسئلة لا تجد لها إجابات

Share this Article
Leave a comment