قال الدكتور مجدي شاكر كبير الآثريين بوزارة السياحة والآثار، إن السياحة الصحية فى مصر عبارة عن أشكال السياحة التي لها حافز أساسي هو العلاج من الأمراض أو المساهمة في الصحة البدنية والعقلية والروحية من خلال الأنشطة الطبية القائمة على الصحة والتي تزيد من قدرة الأفراد على تلبية احتياجاتهم الخاصة والعمل بشكل أفضل في بيئتهم ومجتمعهم.
وأضاف خلال حديثه مع موقع السائح الخليجي، أنه تتضمن السياحة الصحية Health Tourism إلى نمطين سياحيين رئيسيين هما:
• السياحة العلاجية Medical Tourism
• سياحة العناية بالصحة Wellness Tourism
وذكر أن السياحة العلاجية Medical Tourism تعتمد على استخدام المصحات المتخصصة أو المراكز الطبية أو المستشفيات التي يتوافر فيها تجهيزات طبية وكوادر بشرية ذات كفاءة.
وأوضح أن هناك نوعان من السياحة العلاجية هما: السياحة العلاجية الطبية حيث يقوم هذا الشق من السياحة العلاجية على الانتفاع أو الحصول على الرعاية الطبية من المراكز الطبية والمستشفيات المزودة بأحدث الأجهزة الطبية والمتخصصة في علاج الأمراض والآلام المزمنة وإجراء العمليات الجراحية مثل جراحة العظام والعمود الفقري وطب الأسنان والقلب والأوعية الدموية والأمراض الجلديةوالجراحة التجميلية وفقدان الوزن.
وتابع أما السياحة الأستشفائية فهى تمثل الشق الآخر من السياحة العلاجية، وتختلف عن النوع الأول بأنها تعتمد كلياً على العناصر الطبيعية في علاج المرضى وشفائهم مثل ينابيع المياه المعدنية أو الكبريتية والرمال والتعرض لأشعة الشمس بغرض الاستشفاء من بعض الأمراض الجلدية والروماتيزم وأمراض العظام وغيرها.
وكشف عن أن سياحة العناية بالصحة Wellness Tourism هي عبارة عن السفر لغرض تعزيز الصحة والرفاهية والاسترخاء أو النقاهة من خلال الأنشطة البدنية والنفسية والروحية مثل الاستجمام وزيارة المنتجعات الصحية والمراكز الرياضية والعلاج الطبيعي ومراكز العناية بالصحة Wellness Centers (Spa).
وأكد على أن مصر تمتلك مصر كل مقومات السياحة العلاجية والصحية والاستشفائية فهناك العيون الكبريتية والرمال والبحار والبحيرات المالحة وغيرها ونستعرض أهم بعض الأماكن التى تؤهل مصر أن تكون فى مقدمة الدول فى هذا المجال.
وواصل : هناك بحيرات الملح فى واحة سيوة حيث ملح سيوة الصخرى الذى يحتوى على نحو 1400 عنصر، ويدخل في العديد من الصناعات من أهمها صناعة الصابون والحرير ووقود الصورايخ.
وعن بحيرات سيوة ذكر أنها تضم 4 بحيرات رئيسية بحيرة الزيتون ويمتد على مساحة تزيد على 500 فدان، ولا ينافس هذه البحيرة شهرة وإقبالاً إلا بحيرة «أجورمي» التي تقع في الجهة الشمالية الشرقية للواحة، وتبلغ مساحتها نحو 960 فداناً، فضلاً عن بحيرتين أخريتين إحداهما في الغرب من مدينة شالي التاريخية، وتبلغ مساحتها نحو 3600 فدان تقريباً، وبحيرة المراقي الواقعة غرب الواحة بمنطقة بهي الدين، والتي تصل مساحتها إلى 700 فدان، والبحيرات الأربع تعوم مياهها الساحرة على كنوز من الملح الصخري الجاهز للاستخراج، والذي يستخدم في العديد من الأنشطة، ويدخل في العديد من الصناعات ومن أهمها صناعة ملح الطعام، ويعد هذا النوع من الملح هو الأفضل عالمياً، نظراً لما يتميز به من نسب عالية للعناصر الرئيسية للملح، كما يتم استخدامه في إذابة الثلوج من الطرق في البلدان شديدة البرودة.
وعن الملح الصخرى بسيوة أفاد بأنه يحتوى على ما يقارب 83 نوعاً من العناصر والمعادن تساعد على تجديد الشباب وبناء نظام مناعة قوي وتقام هناك كهوف الملح الذى يساعد فى علاج نزلات البرد والأمراض التنفسية، كالربو والشخير، والتهابات الأذن والحنجرة وارتفاع ضغط الدم ويساهم في تعزيز الطاقة الإيجابية، إذ أنه يقلّل من القلق والتوتر بشكل ملحوظ.
وكشف عن أهمية “الغمر” فى رمال سيوة وفوائده الحقيقة حيث قال إن تجربة الغمر فى الرمال تجربة مثيرة حيث أن رمال سيوة” مشبعة بعناصر من المعادن والأكاسيد، وقدر من الأشعة البنفسجية ومواد تساعد على تنشيط الدورة الدموية، وتخلص الجسم من السموم، وتساعد في علاج بعض أمراض المفاصل والرطوبة و الروماتيزم وآلام الظهر والغضروف والعمود الفقري والسمنة وهناك من يلجأ إلى هذه الطريقة بغرض الاستمتاع بلذة الحرارة التي تحتويها حبات الرمل الساخنة بفعل أشعة الشمس، حيث تمنح الجسد قوة وطاقة لا يشعر بها إلا كل من يتعرض للغمر بالرمال ولو لمرة واحدة.
أما عن السياحة العلاجية في جنوب سيناء كشف أنها مفيدة للأشخاص الذين يعانوا من بعض الأمراض سواء نفسية أو جسدية ومن أهم أدوات علاجهم أنهم يسافروا لجنوب سيناء نظرا لما بها من مناظر خلابة وطقس جيد بجانب وجود مناطق علاج طبيعية زى حمام موسى بمدينة الطور وحمام كليوباترا بجزيرة فرعون بطابا والبحيرة المالحة بمحمية رأس محمد لمرضى الروماتيزم والامراض الجلدية وأشجار المسواك بمحمية نبق التى تساعد فى علاج الأسنان.
هذا بجانب الأعشاب والنباتات والزيوت الطبية الموجود بكثرة فى جنوب سيناء لعلاج الكثير من الأمراض والتى تسمى بطب الأعشاب أو الطب البديل وفى مدينة سفاجا على البحر الأحمر السائحون العرب والأجانب من مختلف الجنسيات، للعلاج من الأمراض الروماتيزمية ومرض الصدفية الجلدية، بالاعتماد على العناصر الطبيعية الفريدة في مدينة سفاجا.
وتتميز بعدة عوامل بيئية جعلها مركزًا لاستشفاء، فهي محاطة بالجبال الشاهقة من جميع جوانبها، التي تمنع عنها الرياح ذات الأتربة، وتجعلها جو ذات نقاء يخلو من أية شوائب، التي تعمل على تشتيت أشعة الشمس فوق البنفسجية.
ويعد بحر مدينة سفاجا ورمالها السوداء والشمس هم كلمة السر في الاستشفاء، فمدينة سفاجا تقع على شاطئ على هيئة خليج، تتميز المياه بداخله على درجة ملوحة عالية زيادة 35% عن المعدل الطبيعي عن باقي البحار، وذلك بسبب انتشار وكثافة الشعاب المرجانية، التي ترفع كثافة المياه، وتجعل من يسبح في المياه يطفو في سهولة، ويؤدي ذلك إلى تحسن الدورة الدموية وتدفق الدم إلى الجلد وأطراف الجسم.
وذكر أن العنصر الثاني والأهم أيضًا في الاستشفاء في سفاجا هي رمالها السوداء ذات الطبيعة الخاصة، والتي بها ثلاث مواد مشعة بنسب غير ضارة وهم “اليورانيوم – الثوريوم – البوتاسيوم” بنسبة 40 % ، إضافة الى احتوائها على أغلب العناصر الفلزية المعروفة مع ارتفاع فى كمية أملاح الذهب التى تستخدم فى علاج مرض الروماتويد، الالتهابات المفصلية المزمنة والحادة والتورم، الارتشاح المفصلي” مياه المفاصل”، عقد الجلد خاصة بالمرفقين، والالتهابات الجلدية المصاحبة للروماتويد.
وأوضح أن شمس مدينة سفاجا تتميز أنها دافئة، وتسطع طوال شهور السنة، وهذا ما يميزها عن غيرها من الأماكن التى تغيب عنها الشمس خلال فصلي الخريف والشتاء ، والتي تدخل الشمس ضمن العنصر الثالث لاستشفاء وتحقق الاسترخاء خلال الرحلة العلاجية
وهناك بحيرة نبع الحمراء فى وادى النطرون محافظة البحيرة التى تبلغ مساحتها 300 فدان تقريبا، تتميز بملوحتها العالية وخصائصها العلاجية وتحديدا للأمراض الجلدية، وفى وسطها ينبثق نبع مياه عذبة تماما يسمى ينبوع مريم، وهو النبع الذى يقال أنه تفجر أثناء عبور السيدة مريم وإبنها سيدنا عيسى خلال رحلتهم إلى مصر، ومن هنا إكتسبت المنطقة قيمتها التاريخية والدينية.
وتابع أنها تعد من أفضل البحيرات فى العالم من حيث الملوحة، فنسبة ملوحة المياه تعد بمقدار تسعة أمثال ملوحة مياه البحر وتستخدم فى علاج الكثير من الأمراض الجلدية.
وحول عيون موسى ذكر أن شمال مدينة طور سيناء بنحو 3 كيلو مترات ويوجد بها خمس عيون تصب فى حمام كبيرعلى شكل حوض محاط بمبنى على شكل قبة وتستخدم هذه المياه الكبريتية الساخنة حيث تصل درجة حرارة الماء 38 درجة مئوية فى شفاء العديد من أمراض الروماتيزم والأمراض الجلدية وأمراض العظام ومازال منها عينين موجودتين فى منطقة رأس سدر بجنوب سيناء.
وأكد أنه عيون حلوان الكبريتية و المعدنية من أشهر العيون المائية فى العالم، والتي جعلت منطقة حلوان تحقق شهرة واسعة وعالمية وجعلتها ضمن المناطق السياحية الاستشفائية منذ زمن بعيد،استمرت حلوان ، المقصد العلاجي الاول للامراض الجلدية والصدرية والعظام ، قصدها المرضى من كل انحاء العالم لعلاج الأمراض التي عجز الأطباء عن إيجاد علاج لها.
وذكر أن أسوان بها الدفن فى الرمال والشمس والجو النقى والنيل كان الرئيس الفرنسى فرانسوا ميتران يأتى سنويا لقضاء أعياد الميلاد بها ولا ننسى الأغاخان الذى دفن فى أسوان بعد أن شفى من المرض بها وكذلك اللورد كارنافون الممول الرئيسى لمكتشف مقبرة الفرعون الذهبى توت عنخ امون الذى نصحه أطباءه فى الذهاب لمكان نقى الهواء لمعالجة جهازه التنفسى فجاء لأسوان وبالتالى تستطيع مصر أن تكون من أوائل دول العالم فى المجال من السياحة التى تحقق عوائد تفوق كل أنواع السياحة الأخرى نظرا لثراء السائح وكثرة إنفاقه ووجوده فترة طويلة للعلاج ووجود مرافق أو أكثر معه لذا وجب أعداد هذه المناطق وتجهيزها بكل الوسائل والفنادق والأجهزة المتطورة ووسائل النقل السريعة والأهم أن يكون هناك جامعات ومعاهد علمية لتخريج أطباء ومدربين متخصصين فى هذه السياحة.