كتب: سليم نويجع
تستعد مجموعة “جي 42” المتخصصة في تقنيات الذكاء الاصطناعي، ومقرها أبوظبي، لتوسيع نشاطها داخل الولايات المتحدة، في إطار خطة استراتيجية تدعم التوجه الإماراتي نحو الاستثمار في التكنولوجيا المتقدمة، وترسيخ مكانة الدولة كمركز عالمي للابتكار الرقمي.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة فاينانشال تايمز، أسّست المجموعة كياناً قانونياً في ولاية ديلاوير الأمريكية في يناير الماضي، ضمن جهودها لتعزيز وجودها في الأسواق الأمريكية، وذلك بدعم من شركة “مبادلة” للاستثمار، التابعة لحكومة أبوظبي.
ومن المتوقع أن تعلن شركات تابعة لـ”جي 42″ عن خطط أعمالها داخل الولايات المتحدة خلال الأشهر القادمة، لاسيّما تلك المتخصصة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، والحوسبة السحابية، ومراكز البيانات، ومن بينها شركة “كور 42” التي افتتحت فروعاً جديدة وتستعد لإطلاق خدماتها هناك.
ويأتي هذا التوسع متزامناً مع سعي دولة الإمارات إلى ترسيخ التكنولوجيا المتقدمة في قلب خططها الاقتصادية المستقبلية، حيث ينعكس هذا التوجه في حجم الاستثمارات التي تضخها الدولة في الأسواق الأمريكية لدعم التعاون في مجال الابتكار التقني.
وكان سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، نائب حاكم أبوظبي، رئيس مجلس إدارة مجموعة “جي 42″، قد زار الولايات المتحدة في مارس الماضي، حيث التقى بالرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. وأعلن البيت الأبيض آنذاك التزام الإمارات باستثمار 1.4 تريليون دولار في الولايات المتحدة على مدى عشر سنوات، ضمن “إطار استثماري” شامل.
وتأتي هذه الخطوة في سياق سلسلة من الاستثمارات النوعية، من أبرزها مساهمة “جي 42” بقيمة 335 مليون دولار في شركة “سيريبراس” الأمريكية لتصنيع الرقائق، وهي صفقة حصلت على موافقة لجنة الاستثمار الأجنبي الأمريكية مؤخراً.
كما حظيت المجموعة بدعم من مستثمرين عالميين مثل شركة “مايكروسوفت”، التي استثمرت 1.5 مليار دولار في حصة أقلية، إلى جانب مكتب عائلة راي داليو، وشركة “سيلفر ليك” للاستثمار.
ورغم أن المجموعة لا تعتزم بدء عملياتها التشغيلية فوراً في السوق الأمريكية، فإنها تتابع باهتمام تطورات القطاع، في ظل رؤية توسعية تهدف إلى دعم البنية الرقمية المستقبلية، وتعزيز حضور الإمارات على خارطة الابتكار العالمية.