مصر 16 يوليو ـــــــ كتبت: سارة هليل
تشهد السياحة المصرية في عام 2025 انطلاقة غير مسبوقة، إذ سجّلت البلاد استقبال نحو 8.7 مليون سائح خلال النصف الأول من العام، بنسبة نمو تقارب 24% مقارنة بالفترة نفسها من 2024 التي استقبلت 7 ملايين زائر، وفقاً لبيانات رسمية صادرة عن وزارة السياحة.
طفرة سياحية بدعم من البنية التحتية ومشروعات كبرى
تواصل مصر تحقيق معدلات أداء قوية على مدار العام، مدفوعةً بتوسع شبكة الطيران، وزيادة الطاقة الاستيعابية للفنادق، وافتتاح مشاريع سياحية كبرى مثل المتحف المصري الكبير، ومطار العاصمة الدولي، إضافة إلى تطوير وجهات جديدة مثل مدينة رأس الحكمة.
وخلال الربع الأول من 2025 وحده، بلغ عدد السياح الوافدين 3.9 مليون سائح، بنسبة نمو 25%، واستمر الزخم في الربع الثاني بوتيرة مماثلة، مما يعكس أداءً مستقراً يدعم الطموحات السياحية طويلة الأجل.
نحو تجاوز كل الأرقام القياسية
مع اقتراب موسم الشتاء وارتفاع مؤشرات الحجوزات القادمة من أسواق أوروبا والخليج وروسيا، تشير التوقعات إلى أن مصر قد تستقبل أكثر من 18 مليون سائح بحلول نهاية 2025، ما سيحطم الرقم القياسي السابق المسجل في 2024 والبالغ 14.9 مليون سائح، وكذلك الرقم التاريخي لعام 2010 (13.1 مليون).
رؤية 2030: جذب 30 مليون سائح سنويًا
تعمل الحكومة المصرية وفق خطة استراتيجية تستهدف الوصول إلى 30 مليون سائح سنويًا بحلول عام 2030، من خلال تطوير البنية التحتية، وتحفيز الاستثمارات في القطاع، وتعزيز الترويج الخارجي، وفتح مزيد من الأسواق الواعدة أمام السياحة المصرية.
السياحة تدعم الاقتصاد وتنعش خزائن الدولة
السياحة ليست مجرد رافد اقتصادي، بل أصبحت ركيزة محورية للنقد الأجنبي. ففي عام 2023، وصلت الإيرادات السياحية إلى 13.6 مليار دولار، ومن المتوقع أن تتجاوز 15 مليار دولار في 2025 إذا استمرت وتيرة الأداء الحالية.
وتُظهر الخطط الحكومية رغبة في رفع متوسط إنفاق السائح اليومي إلى 150–200 دولار، بدلاً من المعدل الحالي البالغ 100 دولار، عبر تحسين الخدمات الفندقية وتوسيع الأنشطة الترفيهية والثقافية.
مساهمة ملحوظة في الناتج المحلي
تُسهم السياحة بما يتراوح بين 11% إلى 12% من الناتج المحلي الإجمالي بشكل مباشر وغير مباشر، وتعد ثاني أكبر مصدر للنقد الأجنبي بعد تحويلات المصريين بالخارج، متقدمة في بعض السنوات حتى على قناة السويس والصادرات.
مع هذه المؤشرات المتصاعدة، يبدو أن مصر تسير بثبات نحو ترسيخ مكانتها كواحدة من أكثر الوجهات السياحية جاذبية على مستوى العالم، مستفيدة من موقعها الجغرافي وتنوعها الثقافي والاستثماري.