كتبت: سارة هليل
في خطوة استراتيجية جديدة نحو ترسيخ موقعها كمركز عالمي للنقل، تستعد المملكة العربية السعودية لإطلاق مشروع توسعة ضخم لمطار حائل الدولي، يرفع طاقته الاستيعابية إلى أكثر من 2.2 مليون مسافر سنويًا. التوسعة التي أعلنتها وزارة النقل والخدمات اللوجستية تأتي كجزء من مشروع وطني أوسع لتطوير البنية التحتية في شمال المملكة، وترتكز على تحويل حائل إلى نقطة محورية في شبكة النقل الجوي واللوجستي السعودية.
وخلال جلسة «فرص الاستثمار في قطاع النقل والخدمات اللوجستية» ضمن فعاليات منتدى حائل، كشف مدير عام الإدارة العامة للتخصيص بالوزارة، سعود العريفي، عن تفاصيل هذه الخطة التي تُعد ركيزة أساسية في رؤية الوزارة لتحويل المنطقة إلى مركز لوجستي متكامل يواكب الطموحات الوطنية.
ويخدم مطار حائل الدولي مدينة حائل – عاصمة المنطقة – وتعمل منه عدة شركات طيران، من بينها «العربية للطيران»، و«طيران ناس»، و«طيران أديل». وتعزز هذه التوسعة من جاهزية المطار لدعم حركة النقل الجوي المتنامية، خاصة مع قرب انطلاق عمليات شركة “طيران الرياض” المدعومة من صندوق الاستثمارات العامة في الربع الثالث من العام الجاري.
وفي موازاة تطوير المطار، تعمل الوزارة وهيئة تطوير منطقة حائل على إنشاء مركز لوجستي ضخم على مساحة 374 ألف متر مربع، بهدف تسهيل حركة البضائع وتعزيز كفاءة سلاسل الإمداد في أنحاء المملكة. كما يشمل المشروع تحسين البنية التحتية على الطرق، لتوفير تجربة تنقل متكاملة وآمنة للمسافرين.
وتبرز حائل كموقع استراتيجي يربط شمال ووسط وغرب المملكة، كما أن قربها الجغرافي من 11 عاصمة عربية في نطاق ساعة طيران، ومن أوروبا الوسطى خلال أقل من 200 دقيقة، يجعلها مؤهلة لتكون نقطة وصل حيوية في شبكة الطيران الإقليمي والدولي.
هذا التوسع ليس منفصلًا عن الرؤية الشاملة للمملكة ضمن خطة “رؤية 2030″، التي تسعى إلى تحويل قطاع الطيران إلى رافعة اقتصادية قوية. وتشمل هذه الرؤية طموحات واضحة، من بينها:
رفع عدد المسافرين إلى 330 مليونًا سنويًا بحلول 2030 (مقارنة بـ112 مليونًا في 2023).
تعزيز طاقة الشحن الجوي لتصل إلى 4.5 مليون طن سنويًا.
ربط المطارات السعودية بأكثر من 250 وجهة عالمية.
تحديث وتوسيع البنية التحتية للمطارات، ومن بينها مشاريع مثل مطار الملك سلمان الدولي ومطار أبها الجديد.
إطلاق شركات طيران جديدة مثل “طيران الرياض” و”طيران نيوم”، لتكثيف الحضور السعودي في سوق النقل الجوي العالمي.
مع كل هذه المبادرات، تتجه المملكة بخطى واثقة نحو تحقيق هدفها في أن تصبح مركزًا دوليًا متقدماً للنقل والخدمات اللوجستية، متسلحة بموقعها الجغرافي الفريد ورؤية استثمارية شاملة تواكب متطلبات العصر.