كتبت: هدى الشريف
في رحلة اكتشاف الثقافات، قد يكون الطبق الغريب بوابةً لفهم تاريخ الشعوب وعاداتها. من بيض مدفون لشهور إلى حشرات تُقدَّم كوجبات فاخرة، تتحول المأكولات غير المألوفة إلى قصص ترويها الألسنة. هل أنت مستعد لمغامرة تذوقية تتحدى مفهومك عن “الطعام الطبيعي”؟
١.البيضة المئوية (الصين):
تُحفظ في خليط من الطين والرماد والأرز لمدة ٣ أشهر إلى عام، فتكتسب لونًا كهرمانيًا داكنًا ورائحة نفّاذة. يعود تاريخها لأسرة “مينغ” كوسيلة لحفظ البيض، وتُقدم اليوم مع التوفو أو كمقبلات.
٢. عقارب مقلية (تايلاند):
تُنظف العقارب من السموم (ما عدا الذيل أحيانًا!) وتُقلى حتى تصبح كرقائق البطاطس. تُباع في أسواق بانكوك كـ”سناك” مغامر.
٣. هاكارل (آيسلندا):
لحم قرش الجرينلاند يُدفن تحت الحجارة لشهور حتى يتعفن، ثم يُعلّق ليجفّ. رائحته تشبه الأمونيا، ويُقال إن الفايكينغ اخترعوه كي لا يموتوا جوعًا في الشتاء القاسي.
٤. سانناكجي (كوريا الجنوبية):
أذرع الأخطبوط الحيَّة تُقطع وتُقدّم مع زيت السمسم. التحدي هنا ليس في الطعم، بل في تجنب التصاق الأذرع بالحلق بسبب ردّة فعل الأعصاب الحية!
٥. ديدان موبان (جنوب إفريقيا):
يرقات فراشة تُجفف تحت الشمس ثم تُطبخ مع البصل والطماطم. مصدر بروتين رئيسي في زيمبابوي وبوتسوانا.
٦. عناكب تارانتولا (كمبوديا):
انتشر أكلها إبّان حكم الخمير الحمر كبديل عن اللحوم. تُحشى بالثوم وتُقلى حتى يصبح جلدها هشًا مثل رقائق البطاطس!
٧. جبن “كاسو مارزو” (إيطاليا):
يُخمَّر بيرقات الذباب الحية التي تُسبب قفزه من الجبنة عند التقديم! محظور في الاتحاد الأوروبي لخطورته الصحية، لكنه رمز فخر في سردينيا.
٨. سورسترومينغ (السويد):
رنجة مُخمّرة في علب لمدة عام، تفوح منها رائحة كريهة تشبه القمامة! يُفتح العلب تحت الماء لتجنب الرذاذ السام، ويُؤكل مع الخبز المقرمش كتقليد سويدي منذ القرن الـ16.
٩. بالوت (الفلبين):
بيضة بط تحتوي على جنين مكتمل الريش والعظام. يُنصح ببلعها دفعةً واحدة لتجنب ملمس الريش!
١٠. فوجو (اليابان):
سمكة البالون السامة التي تحتوي على “تيترودوتوكسين” (سم أقوى من السيانيد)! يُعد تحضيرها فنًا يخضع لترخيص حكومي، حيث يُزيل الطهاة الماهرون الأحشاء المميتة بعناية، لتبقى شرائح السمك الرقيقة طبقًا فاخرًا يُقدَّم في طوكيو بمئات الدولارات.
وراء كل طبق غريب عقلٌ إبداعي حوّل التحديات إلى فرص، والموارد المحدودة إلى تراثٍ خالد. ربما ترفض بعض الأطباق لغرابتها، لكنها تظل شاهدًا على أن الذوق مفهومٌ نسبي، وأن الجرأة في التجربة هي مفتاح فهم العالم. فكما قال أحد الطهاة: “الطعام الغريب اليوم قد يصبح طبقك المفضل غدًا… الجرأة وحدها تكسر الحواجز”. فما الطبق الذي ستضيفه إلى قائمة مغامراتك؟