الرياض 15 يوليو.. في قلب العاصمة السعودية، حيث تتداخل إيقاعات المستقبل مع نبضات التراث، عاش الصحفي الألماني المتخصص في الرياضات الإلكترونية غابرييل سيرمان تجربة غير مسبوقة، خلال تغطيته لأكبر حدث عالمي في مجاله: كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2025، المقام في بوليفارد سيتي بالرياض بمشاركة أكثر من 2000 لاعب من أقوى الأندية حول العالم، وبجوائز تفوق 70 مليون دولار، لتسجل البطولة بذلك رقمًا قياسيًا كأعلى بطولة قيمة في تاريخ هذا القطاع عالميًا.
لكن ما لفت انتباه غابرييل لم يكن مجرد ضخامة الحدث ولا احترافيته التنظيمية، بل كانت الرحلة الثقافية المتكاملة التي خاضها داخل المملكة، والتي — كما يصفها — “غيّرت نظرته تمامًا” عن السعودية.
ما وراء الشاشة.. تجربة ثقافية بامتياز
لم تكن زيارة غابرييل مقتصرة على تغطية المنافسات الرقمية، بل شملت استكشافات سياحية وتفاعلية أدهشته. ففي مهرجان المأكولات الشعبية المرافق للبطولة، اكتشف نكهات من مختلف مناطق المملكة، قدّمها طهاة سعوديون ببراعة، مزجت الأصالة بالذوق الرفيع.
أما محطته الأبرز، فكانت جناح “وِرث” التفاعلي، حيث قام بتصميم شخصية رقمية تحمل ملامحه، وخاض بها مغامرة افتراضية تستعرض الثقافة السعودية من خلال ألعاب مستوحاة من الموروث الشعبي. وعبّر عن انبهاره بطريقة المزج الذكي بين التكنولوجيا والفنون المحلية، مؤكداً أن ما شاهده لم يكن مجرد عرض، بل تجسيد حي للهوية السعودية في قالب رقمي حديث.
جمهور لا يشبه غيره
توقف غابرييل عند روح الجمهور السعودي، الذي لم يكتف بتشجيع فرقه المحلية، بل قدّم دعمًا لافتًا للفرق الدولية بروح رياضية نادرة. وأشاد بالسلوك الاحترافي في التنظيم العام ودفء الترحيب الذي لمسه في كل زاوية من زوايا البطولة.
الرياض.. محطة تحوّل
في ختام تجربته، وصف غابرييل زيارته للرياض بأنها كانت بمثابة “نقطة تحوّل”، قائلاً إن المملكة لم تعد فقط محطة لبطولات كبرى، بل أصبحت وجهة ثقافية متكاملة، قادرة على جذب الإعلاميين والسياح من مختلف أنحاء العالم.
من الرياضات الإلكترونية إلى أطباق الموروث الشعبي، ومن العالم الافتراضي إلى دفء الاستقبال الحقيقي، شكّلت المملكة تجربة غنية لصحفي أوروبي غيّر بوصلته الثقافية، لتتجه بثقة نحو قلب الجزيرة العربية.