السائح الخليجي – هدى الشريف
تعد سلطنة عُمان جوهرة سياحية بكنوز طبيعية خلابة تضعها بين أبرز الوجهات في الشرق الأوسط. بتنوعها الجغرافي والمناخي، تجذب الزائرين على مدار العام.
وادي شاب، الواقع في قلب عُمان، يُبرز ثراء الطبيعة العُمانية بتميز فريد. هنا تلتقي المياه العذبة المنحدرة من الجبال بمياه البحر المالحة قرب الساحل، مما يخلق تنوعًا بيئيًا متفردًا. يستقبل الزائرين نسيمٌ عليلٌ معطرٌ برائحة النخيل والأعشاب البرية، في مشهد يجمع الهدوء والمغامرة، والجمال الطبيعي والتراث الثقافي.
يُشكل الوادي لوحة فنية طبيعية تجمع بين المياه الصافية التي تتدفق عبر الجداول والصخور الجيرية التي نحتتها الطبيعة عبر القرون، والمدرجات الزراعية الزمردية على المنحدرات، مع الجبال المهيبة المحيطة كحراس أبديين.
على طول الطريق، تظهر قرى حجرية صغيرة تعكس حياةً بسيطةً قائمةً على الزراعة التقليدية ونظام “الأفلاج” العُماني (المدرج في قائمة اليونسكو للتراث العالمي). يتميز السكان المحليون بكرم الضيافة، مما يثري التجربة بتذوق التمر العُماني وشرب القهوة العطرية.
يضم الوادي بحيرات فيروزية وكهوفًا مغمورة بالمياه وشلالاتٍ ومنحدراتٍ صخرية، ويمنح مساحاتٍ للسباحة في مياهه الصافية. وهو جنة لمحبي المشي لمسافات طويلة والتصوير البانورامي للحياة البرية.
يبعد الوادي 150 كم عن مسقط (ساعة ونصف بالسيارة عبر طريق صور السريع). عند المدخل، يعبر الزوار بواسطة قوارب صغيرة (برسوم ريال عُماني واحد ذهابًا وإيابًا)، ثم يسيرون 50 دقيقة بين الصخور والممرات المائية. داخل الوادي، توجد ثلاث برك سباحة مختلفة الأعماق، أكبرها كهف صخري يتدفق منه شلال ويمكن تسلقه بحبال مخصصة.
يجذب الوادي آلاف السياح سنويًا، داعمًا الاقتصاد المحلي ومُبرزًا التنوع البيئي العُماني. وفق إحصاءات 2024، ساهم القطاع السياحي بـ 2.12 مليار ريال عُماني في الاقتصاد الوطني، واستقبلت عُمان 3.8 مليون زائر.