السائح الخليجي – هدى الشريف
تشهد منطقة عسير موسمًا سياحيًا استثنائيًا خلال صيف 2025، لتصبح الوجهة الأكثر جذبًا في المملكة بفضل مناخها المعتدل، وطبيعتها الخلابة، وتنوعها الثقافي والترفيهي الفريد.
وتحولت مدن عسير – خصوصًا أبها وضواحيها – إلى مسرح مفتوح للعروض الفنية والفعاليات الثقافية والأنشطة الجبلية، وسط أجواء ضبابية تزيّنها الأمطار، مما يجعلها مقصدًا مثاليًا لعشاق الاستجمام والمغامرات.
ويبرز مهرجان رجال ألمع الثقافي كأحد أبرز الفعاليات، حيث يحتفي بالموروث الشعبي عبر عروض فلكلورية وأسواق تراثية. فيما يجذب مهرجان السودة هواة المرتفعات بأنشطة الطيران الشراعي والمشي الجبلي والتخييم. أما مهرجان الضباب في متنزه الضباب، فيستقطب محبي التأمل والطبيعة، وسط مشاهدات يوثقها الزوار يوميًا عبر منصات التواصل.
وتُضيء ليالي أبها بعروض فنية وموسيقية يحييها نجوم الغناء الخليجي والعربي، إلى جانب ورش إبداعية ومسرحيات مخصصة للعائلات، ما يعزز تنوّع التجربة السياحية.
وعززت مشاريع تطوير البنية التحتية جاذبية المنطقة، عبر افتتاح فنادق جديدة، وتوسعة شبكة الطرق، وإنشاء مسارات سياحية تلبي احتياجات الزوار. كما أسهم مطار أبها الدولي في دفع الحركة السياحية، عبر زيادة الرحلات المباشرة من المدن الرئيسية ودول الخليج.
وكشفت إحصائيات رسمية أن عدد زوار عسير في يونيو ويوليو 2025 قارب 1.4 مليون زائر، مما يؤكد مكانتها كقطب سياحي وطني رئيسي، ونجاح الجهود الرامية لتحويلها إلى وجهة مستدامة تماشيًا مع رؤية المملكة 2030.
وتستمر الأجواء المعتدلة والأمطار الخفيفة حتى أواخر يوليو، لتضفي سحرًا إضافيًا على جبال عسير حيث تلامس الغيوم القمم، وتتشكل ذكريات لا تُنسى تحت وقع المطر ونسيم الجبال العليل.