مصر -السائح الخليجي
تقول شيرين زغو، مسئول المكون السياحى والاقتصادى بمشروع «الاستثمار فى السياحة المستدامة والمتكاملة بإسنا» والتابع لوزارة السياحة والآثار بالتعاون مع محافظة الأقصر والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ضمن الاتفاقية الإطارية المشتركة بين مصر وأمريكا بشأن الاستثمار المستدام فى السياحة المصرية «سايت» : «إسنا غنية بالتجارب السياحية المميزة.
ومع بداية الموسم السياحى الشتوى، تنطلق خمسة برامج سياحية تبرز إمكانيات إسنا المختلفة، فتتنوع بين تجربة السياحة التراثية، والسياحة الزراعية، والسياحة الروحية، والدينية».
وتقول «زغو» إن البرنامج الأول يحمل مسمى «إسنا رحلة عبر الزمن» ويتمكن من خلالها السائح التجول بين المعالم التاريخية والسياحية المختلفة لإسنا، والتى يطلع من خلالها على طبقات مختلفة من التاريخ، بداية من معالم الحضارة المصرية القديمة، إلى «وكالة الجداوى» التى ترجع إلى «العصر الفاطمي»، فضلا عن المبانى والبيوت التى تحمل طابعا عمرانيا مميزا من القرون الماضية، ولا زالت باقية حتى الآن، ويضاف إلى ذلك كله، زيارة واحدة من أقدم الأسواق الشعبية التى يزيد عمرها على مائة عام، وكذلك أقدم معصرة زيوت فى العالم مازالت تعمل حتى الآن ويتجاوز عمرها الألف عام».
وهناك أيضا السياحة الريفية التى باتت «إسنا» إحدى وجهاتها. وتعتمد فى هذا الصدد على تجربتين. التجربة الأولى ترتبط بتنظيم زيارات لسوق الخضار الشعبى فى إسنا، والتى من خلالها يتعرف السائح على أهم المحاصيل والمنتجات الغذائية التى تنتجها «إسنا». فيشاهد بائعى الخضار، والفاكهة الطازجة، والدواجن، والأسماك. بعد ذلك ينتقل السائح إلى واحدة من المزارع المختلفة التى تشتهر بها «إسنا» لمعايشة مراحل جنى المحاصيل، التى تختلف باختلاف موسم الزراعة، ما بين مزارع الموز، وقصب السكر، والكركديه. كما سيتمكن من مشاهدة عملية تجفيف الطماطم التى تشتهر بها الأقصر وإسنا، فى الفترة الأخيرة. كما سيتمكن فى نهاية الرحلة من الاستمتاع بتناول وجبة من الأكل المصرى الصعيدى الأصيل المصنوع بأيدى سيدات إسنا .
وعن البرامج الثلاثة الأخرى، يقول المهندس إبراهيم كريم، مدير المشروع إن إسنا تضم أحد أهم المحميات الطبيعية فى مصر، وهى «محمية الدبابية». ولذلك تم إنشاء برنامج سياحى خاص بها، يتمكن من خلاله السائح من العودة بالزمن إلى أكثر من 55 مليون سنة، لمشاهدة المنطقة الوحيدة فى العالم التى مازالت تحمل بقايا مكتملة ومتتابعة من عصرى «الإيوسين»، و«البالوسين» الجيولوجيين.
تجربة أخرى مختلفة ومميزة فى «إسنا» هى «التجربة الروحية الدينية»، والتى تتضمن مشاهدة المزارات الدينية والتى اشتهرت خلال تاريخها، وخاصة فى عهد الاضطهاد الرومانى للمسيحيين، ودللت على بطولات أبناء إسنا فى الصمود. ومن أجل إحيائها، شيدت عدة أديرة وكنائس مثل «كنيسة الأم دولاجي» و«دير الشهداء» الذى تم إنشاؤه لإحياء ذكرى 160 ألف شخص استشهدوا من أجل دفاعهم وتمسكهم بالمسيحية، وكذلك فى (دير الفاخوري».
أما التجربة السياحية الخامسة فتتعلق بإطلاق جولة سياحية لمعالم «إسنا»، ولكن فى الفترة المسائية، ومشاهدة الاختلاف بين طبيعة الحياة اليومية للأهالى فى الشوارع فى المساء عنها فى الصباح .