كتبت: سارةهليل
في مستهل فعاليات “أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي”، أكد معالي عمر سلطان العلماء، وزير الدولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد، ونائب العضو المنتدب لمؤسسة دبي للمستقبل، أن مستقبل الاقتصاد الرقمي يتطلب من جميع الشركات، دون استثناء، أن تضع الذكاء الاصطناعي في قلب عملياتها لضمان قدرتها على المنافسة في عصر التحول الرقمي السريع.
وفي كلمته الترحيبية خلال خلوة الذكاء الاصطناعي التي أُقيمت في متحف المستقبل، شدّد معاليه قائلاً:
“كل شركة تسعى لتكون جزءًا من الاقتصاد الرقمي في المستقبل، لا بد أن تُصبح شركة تعتمد على الذكاء الاصطناعي أولًا.”
ويُقام هذا الحدث الكبير تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، ورئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل، حيث سبق وأكد سموه أن الذكاء الاصطناعي سيكون حجر الأساس في بناء مستقبل الإمارة.
ومن أبرز الإعلانات التي شهدها اليوم الأول، منح ختم الذكاء الاصطناعي لـ 325 شركة، ضمن مبادرة تهدف إلى تكوين شبكة موثوقة من المؤسسات القادرة على تقديم حلول ذكاء اصطناعي آمنة ومسؤولة. وأوضح العلماء أن هذه الخطوة تمكّن الجهات المختلفة من تقييم الشركات بحسب موقع تطويرها التقني، ومدى اعتمادها على البحث والتطوير داخل دولة الإمارات.
كما أعلن معاليه عن تعيين أكثر من 230 رئيسًا تنفيذيًا للذكاء الاصطناعي في عدد من المؤسسات الحكومية بدبي، حيث يتولون مسؤولية قيادة برامج متخصصة في هذا المجال الحيوي، إلى جانب تأسيس 17 مركز بيانات متخصصًا بالذكاء الاصطناعي، في إطار تعزيز البنية التحتية الرقمية للإمارة.
وأوضح الوزير أن العام الماضي شهد إطلاق 26 مبادرة نوعية لدعم مسيرة الذكاء الاصطناعي في الدولة، كان من أبرزها مبادرة “مليون مُلهم” التي تستهدف تدريب مليون شخص في مجال هندسة الذكاء الاصطناعي، تمهيدًا لصناعة جيل جديد من الكفاءات القادرة على الإبداع والمنافسة عالميًا.
وفي ختام كلمته، شدد العلماء على أن تبني الذكاء الاصطناعي في المؤسسات الحكومية لن يكون مجرد ترف تقني، بل سيتم تقييم الجهات الحكومية وتصنيفها بناءً على مدى فعالية وتأثير هذا التبني على جودة حياة المواطنين. وأكد على أهمية التعاون الوثيق بين القطاعين الحكومي والخاص، قائلًا:
“نحن لا ندّعي أننا نملك أفضل الأدوات بأنفسنا، ولكننا نؤمن بأن دبي هي المدينة الأكثر دعمًا للأعمال، وأن شراكاتنا مع أفضل العقول في العالم ستجعل منها مركزًا رائدًا لتطوير وتطبيق الذكاء الاصطناعي عالميًا.”
وفي دعوة ملهمة، حث الوزير الجميع على التفكير بطموح وثقة، قائلاً:
“أدعوكم إلى أن تحلموا أحلامًا كبيرة، وأن تفكروا في المستقبل القريب، لا البعيد، وأن تعملوا معًا لتحقيق هذه الرؤية.”