كتبت: سارة هليل
انطلقت فعاليات معرض إكسبو 2025 الدولي في مدينة أوساكا اليابانية، وسط مشاركة واسعة من نحو 160 دولة ومنطقة، في حدث عالمي يسلّط الضوء على مستقبل التكنولوجيا والابتكار تحت شعار “مجتمع المستقبل”، ويُركّز بشكل خاص على الذكاء الاصطناعي واستكشاف الفضاء، مع دعوة ملهمة إلى الوئام في عالم تتزايد فيه التحديات والانقسامات.
يقام المعرض على جزيرة يوميشيما الاصطناعية، ويستمر حتى 13 أكتوبر 2025، متضمّنًا عروضًا وتجارب غامرة وغير مسبوقة، من بينها:
نيزك مريخي يُعرض لأول مرة،
32 منحوتة لشخصية هالو كيتي في هيئة طحالب،
استعراضات لطائرات مسيّرة ذكية،
وقلب بشري نابض تم إنشاؤه باستخدام الخلايا الجذعية يُعرض للجمهور كإنجاز علمي فريد.
وتُحاط الأجنحة الوطنية المشاركة بـ”الحلقة الكبرى”، وهو أضخم هيكل معماري خشبي في العالم بطول كيلومترين وارتفاع 20 مترًا، وفقًا لموسوعة “غينيس”، وقد صُمم ليكون رمزًا للوئام من تصميم المعماري الياباني سو فوجيموتو.
ويعود معرض إكسبو إلى أوساكا بعد أكثر من خمسة عقود على استضافتها الناجحة للنسخة السابقة عام 1970، التي مثّلت آنذاك نقطة تحول في مسيرة نهضة اليابان الاقتصادية.
ورغم الأجواء المستقبلية التي تهيمن على المعرض، إلا أن الرسائل الإنسانية كانت حاضرة بقوة. ففي حفل الافتتاح، عبّر الإمبراطور الياباني ناروهيتو عن أمله في أن يسهم المعرض في تعزيز الاحترام المتبادل بين الشعوب، بينما أشار رئيس الوزراء شيغيرو إيشيبا إلى دور المعرض في “استعادة الشعور بالوحدة في عالم منقسم”.
وفي لمسة رمزية، جاء الجناح الأوكراني متواضعًا يحمل لافتة “غير مخصص للبيع”، في إشارة إلى صمود أوكرانيا في وجه الحرب، حيث صرّحت نائبة وزير الاقتصاد الأوكراني: “نحن أمة تبني، لا تدمر”. وفي المقابل، يشارك الجناح الإسرائيلي برسالة “سلام”، بينما يعكس الجناح الفلسطيني هوية شعب يسعى للاعتراف والصوت في المحافل العالمية.
أما الولايات المتحدة، فقدّمت جناحها تحت شعار “أميركا الجميلة”، مركّزة على المناظر الطبيعية، وابتكارات الذكاء الاصطناعي، وعروض محاكاة إطلاق الصواريخ، دون التطرق للحروب أو النزاعات الاقتصادية.
كما جاء الجناح الصيني مفعمًا بالتقنيات الصديقة للبيئة، واحتوى على عينات من القمر جمعها المسباران “تشانغاي-5” و”تشانغاي-6″، في استعراض واضح لتفوّق الصين الفضائي.
فرنسا بدورها اختارت أن تمزج بين التاريخ والفن والابتكار، فعرضت تماثيل من أعمال رودان، وقطعة فنية من كاتدرائية نوتردام، وسجادًا فاخرًا مستوحًى من أفلام استوديو غيبلي، إلى جانب منتجات الحرف اليدوية والنبيذ الفرنسي. وقد استقطب الجناح اهتمامًا لافتًا حتى قبل افتتاحه الرسمي من قبل النجمة صوفي مارسو والبطل الأولمبي تيدي رينر.
من خلال هذه النسخة المبهرة من إكسبو، تواصل اليابان تقديم نفسها للعالم كمنصة حيوية تجمع بين التكنولوجيا المتقدمة، والفكر الإنساني، وروح الابتكار، في محاولة لرسم ملامح عالم أكثر تعاونًا وتقدمًا.