أبوظبي 23إبريل 2025 – كتبت: سمر البهي
حققت إمارة أبوظبي قفزة نوعية في تصنيف المعهد الدولي للتنمية الإدارية (IMD) لمؤشر المدن الذكية لعام 2025، حيث ارتقت من المركز العاشر في عام 2024 إلى المركز الخامس عالمياً، متفوقةً على عواصم كبرى بفضل تحسينات جذرية في البنية التحتية والخدمات الذكية.
ويعود هذا التقدم الملحوظ إلى توسيع المساحات الخضراء، وتوفير شبكة واي فاي مجانية عالية الكفاءة، وتعزيز وسائل النقل العام المتطورة، بالإضافة إلى الإدارة الفعّالة لحركة المرور التي أسهمت في تخفيف الازدحام. وكشف التقرير أن 82% من المشاركين في الاستطلاع أعربوا عن رضاهم عن شبكة النقل العام، بينما رأى أكثر من نصفهم أن الازدحام المروري لم يعد مشكلةً بارزة في الإمارة.
وفي سياق متصل، سجلت وسائل النقل العام أرقاماً قياسية خلال عام 2024، مع تنفيذ أكثر من 90 مليون رحلة عبر الحافلات العامة، واستفادة أكثر من 168 ألف راكب من شبكة النقل البحري. كما خصصت دائرة البلديات والنقل استثماراتٍ بقيمة 3.4 مليار درهم لمشاريع تطوير النقل والطرق، كان أبرزها “مشروع الجسرين” الذي قلل متوسط التأخير خلال ساعات الذروة الصباحية بنسبة 80% على شارع الخليج العربي.
ولعبت المساحات الخضراء دوراً محورياً في تعزيز مكانة الإمارة، حيث أشاد 84% من المشاركين بتوافر الحدائق وجودة صيانتها، خاصةً بعد افتتاح أكثر من 200 حديقة وشاطئ ذكي خلال العام الماضي. وتميزت أبوظبي بمبادرة “الحدائق الذكية” التي تضمّنت تركيب 1400 جهاز استشعار لمراقبة رطوبة التربة واستهلاك الطاقة وجودة الهواء، ما عزز كفاءة الاستدامة وتحسين تجربة الزوار.
وفي إطار جهود تجميل الأماكن العامة، أطلقت الدائرة مبادرة “لوحة أبوظبي” التي تهدف إلى إبراز الهوية الثقافية والتراثية للإمارة عبر تصميمات فنية إبداعية، إلى جانب توفير اتصال إنترنت مجاني في الحافلات والشواطئ والحدائق ضمن مبادرة “هلا واي فاي”، التي اعتبرها 75% من المشاركين عاملاً أساسياً في تسهيل الوصول للخدمات العامة.
وتعززت مكانة أبوظبي كوجهة رائدة في التحول الذكي باستضافتها المكتب الإقليمي لمنظمة “WeGO” العالمية للمدن الذكية المستدامة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مما يؤكد دورها كمركزٍ للتعاون وتبادل الخبرات التقنية لدعم التنمية الحضرية المستدامة في المنطقة.
يُذكر أن مؤشر IMD يُقيّم 146 مدينة عالمياً بناءً على آراء السكان حول جودة البنية التحتية والتقنيات الذكية المتاحة، مما يعكس تجربة المواطنين والمقيمين بشكل مباشر.