من قمم الجبال إلى دفء الواديات: عُمان تروي سحرها عبر حصن نخل، جبل الشمس، ووادي دربات

admin
admin 10 Views
3 Min Read

 

كتبت: هدى الشريف

 

سلطنة عُمان، بموقعها الاستراتيجي وتنوعها الجغرافي الفريد، تُعد وجهة سياحية تجمع بين عراقة التاريخ وسحر الطبيعة. ومن بين معالمها البارزة، تبرز ثلاثة مواقع تُجسّد هذا التنوع: حصن نخل وجبل الشمس ووادي دربات، والتي تروي قصصاً عن إرث حضاري عريق وكنوز طبيعية خلابة.

 

حصن نخل: تحفة معمارية تتحدى الزمن

يُعتبر حصن نخل، الواقع في ولاية نخل بمحافظة جنوب الباطنة، أحد أبرز القلاع الحربية في عُمان والعالم. بُني الحصن على قمة صخرية مرتفعة تُقدَّر بـ200 متر ضمن سلسلة جبال الحجر الغربية، ويعود تاريخ إنشائه إلى ما قبل الإسلام، مع توسعات مهمة خلال عصر اليعاربة في القرن السابع عشر الميلادي، وفقاً لوزارة التراث والسياحة العُمانية.

 

 

يتميز الحصن بتصميم هندسي فريد، حيث تتناغم أبراجه الدفاعية وقاعاته الداخلية المزينة بالنقوش الإسلامية مع التضاريس الصخرية المحيطة، مما يجعله نموذجاً للعمارة العسكرية العُمانية. ومن القمة، يتمتع الزائر بإطلالة بانورامية على مزارع النخيل الوارفة ووادي نخل، والتي تُشكل لوحة طبيعية ساحرة. كما يضم الحصن متحفاً يعرض مقتنيات تاريخية، مثل الأسلحة التقليدية وأدوات الحياة اليومية القديمة. ولا تفوت زيارة عين الثوّارة، الينابيع المعدنية الدافئة القريبة منه، والتي تُعد مقصداً للاستشفاء منذ قرون.

 

جبل الشمس: سقف عُمان المُرتفع

يقع جبل الشمس، أعلى قمة في سلطنة عُمان بارتفاع 3,009 أمتار (حوالي 9,872 قدماً) ضمن سلسلة جبال الحجر الغربية في محافظة الداخلية، على بُعد 240 كم من العاصمة مسقط. يُطلق عليه لقب “سقف عُمان” بسبب قممه الشاهقة التي تلامس السحب، وتحيط به “هضبة الجبل الأخضر” الشهيرة ببساتين الورود والفاكهة.

 

تصل درجة الحرارة في الصيف إلى 25°مئوية، مما يجعله ملاذاً من حر المناطق الساحلية، بينما تشهد قمته تساقطاً نادراً للثلوج في الشتاء. يُنصح الزوّار بمغامرة “ممر بالكوني ووك” الشهير الذي يطل على “وادي غول”، الملقب بجراند كانيون عُمان، حيث تُكشف طبقات جيولوجية يعود عمرها لملايين السنين. وفقاً لدليل السياحة العُمانية، يُعد الجبل وجهة مثالية للتخييم ومراقبة النجوم، خاصة في الليالي الصافية.

 

وادي دربات: جنة الخُضرة والشلالات

 

في محافظة ظفار، يقع وادي دربات، أحد أكبر الأودية العُمانية وأكثرها حيوية خلال موسم الخريف (يونيو–سبتمبر)، حيث تتحول المنطقة بفعل الرياح الموسمية إلى سجادة خضراء تتدفق منها الشلالات، مثل شلال “دربات” الذي يبلغ ارتفاعه 100 متر. يتميز الوادي، وفقاً لدراسات الهيئة العامة للسياحة، بتنوعه البيولوجي الفريد، حيث يعيش فيه حيوانات المها العربية والغزلان، وتنتشر حوله كهوف طبيعية كـ”مغسيل”.

 

خلال فصل الشتاء، يُمكن للزوّار الاستمتاع بركوب القوارب في البحيرات الموسمية أو استكشاف المدرجات الزراعية القديمة. كما يُنظم مهرجان صلالة السياحي سنوياً، والذي يُبرز الثقافة المحلية والفنون التقليدية.

 

تقدم عُمان لزائريها تجربة سياحية متكاملة، حيث تلتقي روعة التاريخ مع عبقرية الطبيعة. سواءً كنتَ مُهتماً بالاستكشاف الأثري أو المغامرات الجبلية أو الاسترخاء في أحضان الخُضرة، فإن هذه المعالم الثلاثة تُشكل نوافذَ تُطل على جوهر التراث العُماني الأصيل.

Share this Article
Leave a comment