كتبت: هاجر حمزة
شهدت دبي تنظيم النسخة الثانية من ملتقى الإعلام المالي، الذي أقامته وزارة المالية تحت شعار “مستقبل القطاع المالي.. بين التأثير والمسؤولية”، بمشاركة متميزة لأكثر من 100 إعلامي وخبير اقتصادي وطالب، إلى جانب نخبة من القيادات الحكومية والإعلامية.
ويأتي تنظيم هذا الحدث في ظل تسارع المتغيرات الاقتصادية العالمية، تأكيدًا على الدور المتنامي للإعلام في دعم الشفافية المالية، وتحليل البيانات الاقتصادية، ورفع الوعي المالي بين أفراد المجتمع، بما ينسجم مع التوجه الوطني نحو تنمية اقتصادية مستدامة. ويُجسد الملتقى جهود الوزارة في تعزيز شراكتها مع المؤسسات الإعلامية لبناء محتوى مالي مؤثر وشفاف يخدم السياسات المالية للدولة.
وقد حضر الملتقى عدد من كبار المسؤولين، من بينهم سعادة يونس حاجي الخوري، وكيل وزارة المالية، وسعادة محمد سعيد الشحي، الأمين العام لمجلس الإمارات للإعلام، وسعادة محمد إبراهيم الحمادي، مدير عام وكالة أنباء الإمارات “وام” بالإنابة، إلى جانب مديري دوائر مالية محلية وممثلي مؤسسات إعلامية وأكاديمية.
منصة للحوار والتكامل المالي
في كلمته الافتتاحية، شدد سعادة يونس حاجي الخوري على التزام وزارة المالية بالشفافية، وأهمية تعزيز التعاون مع مختلف القطاعات لتحقيق النمو الاقتصادي المستدام. وأكد أن الملتقى يأتي ضمن رؤية استراتيجية شاملة ترتكز على الاستدامة المالية، ورفع كفاءة الإنفاق الحكومي، وتعزيز التكامل المالي، وتطوير التشريعات اللازمة.
أما سعادة محمد سعيد الشحي، فأشار إلى أن الإعلام أصبح اليوم أداة محورية في تعزيز الثقافة المالية، خاصة مع انتقال الجمهور إلى البيئة الرقمية التي يقودها صنّاع المحتوى، مما يستدعي توفير أطر تنظيمية داعمة لهذا التوجه الجديد، بما يحقق تأثيرًا إيجابيًا ورفعًا لمستوى الوعي العام.
وأوضح أن مجلس الإمارات للإعلام أطلق حزمة من السياسات والمعايير لضبط المحتوى الإعلامي، وحماية المجتمع من التضليل، كما أكد أن الإعلام لم يعُد مجرد ناقل للواقع، بل عنصر أساسي في صناعته وتشكيل مستقبله.
جلسات حوارية تفاعلية
واستُهل الملتقى بعرض مرئي حمل عنوان “تخيل.. مستقبل القطاع المالي”، تلاه أربع جلسات حوارية ناقشت أبرز قضايا القطاع المالي:
“ملامح مستقبل القطاع المالي في الأجندة العالمية”، بمشاركة علي عبدالله الشرفي من وزارة المالية والدكتور أحمد رستم من البنك الدولي، تناولت أثر التوجهات المالية العالمية على السياسات الوطنية.
“الوعي المالي وصناعة الرفاه الاجتماعي”، استعرضت دور الثقافة المالية في تعزيز جودة الحياة، بمشاركة عزة الجسمي من وزارة المالية والإعلامي محمد بوطالب من قناة المال الاقتصادية.
“الشراكة بين القطاعين العام والخاص.. رؤية طموحة لمستقبل مالي مستدام”، ناقشت أهمية تكامل الجهود بين الجانبين، بمشاركة حمد سعيد العوضي من وزارة المالية، والمهندس باسم النمر من وزارة الطاقة والبنية التحتية.
“الاستدامة المالية ومستقبل الإنفاق الحكومي”، ركزت على سبل التوازن بين استدامة الموارد المالية واستمرارية الدعم الاقتصادي، بمشاركة آمنة الشامسي من وزارة المالية، وآمنة سالم الجابري من دائرة المالية في دبي.
مبادرات للشباب وجلسات تدريبية متخصصة
خصص الملتقى جلسة تفاعلية للطلبة بعنوان “فرص التدريب والتعيين في المنظمات المالية الدولية – مبادرة كوادر الإمارات العالمية”، وشارك فيها ممثلون من وزارة المالية وصندوق النقد العربي والبنك الدولي، حيث جرى عرض برامج التوظيف والتدريب في المؤسسات المالية العالمية.
واختُتم الملتقى بورشة تدريبية للإعلاميين تحت عنوان “مبادئ حوكمة وتحليل البيانات المالية”، قدمتها نخبة من كوادر وزارة المالية، وهدفت إلى تعزيز قدرات الإعلاميين في التعامل مع البيانات المالية وتحليلها وإعداد تقارير احترافية تعكس المستجدات الاقتصادية بدقة وشفافية