وادي مشار بحائل… لوحة طبيعية تتحول إلى نموذج للتنمية السياحية المستدامة

admin
admin 50 Views
2 Min Read

كتبت: سارة هليل 

يتربّع وادي مشار في الطرف الشمالي الغربي من مدينة حائل، محتضنًا بين جنباته جبال أجا الشهيرة، ليشكّل واحدًا من أبرز المعالم الطبيعية والسياحية في المنطقة. يتميز الوادي بتنوع تضاريسه، حيث تصطف جبال أجا الجرانيتية الوردية الشاهقة في مشهد فريد، وتتناثر “التلاع” بين جنباته مثل: المغواة، والرفاعي، وثرمد، وأباعدي، والمحيش، وزور، وصبيح، وقرين عنز، لتضفي على المكان طابعًا جغرافيًا استثنائيًا.

 

في أعلى الجبال، تنبع العيون وتنتشر أشجار النخيل، بينما تظلل أشجار الطلح شعاب الوادي، فتكتسي الأرض بالخُضرة وتتفجر الزهور الربيعية العطرية فوق تربته الناعمة ذات الحصى الأرجواني، وتنساب المياه في مجاريه، خاصة بعد الأمطار، مما يخلق مشهدًا طبيعيًا آسرًا يخطف أنظار الزوار.

 

وتُعد الشعاب الصغيرة داخل الوادي من أبرز عناصر الجذب، بما تحويه من تربة ناعمة ومناظر خلابة وانسيابية رائعة، تجعلها مقصدًا لمحبي الطبيعة، ومتنفسًا لأهالي المنطقة، ومزارًا يستقطب الزوار والمقيمين والسياح، لا سيما في فصلي الشتاء والربيع، حيث تزدان الأرض بالخُضرة وتفيض الشعاب بالينابيع والمياه، في مشهدٍ يجسّد جمال البيئة البرية في حائل.

 

وانطلاقًا من الاهتمام البيئي، شهد وادي مشار جهودًا ملحوظة في مشاريع التشجير وتنمية الغطاء النباتي، حيث حوّلته وزارة البيئة والمياه والزراعة إلى متنزه وطني طبيعي. كما ساهمت بيئة حائل، بالتعاون مع المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر، في زراعة أكثر من 5,000 شتلة بمشاركة 500 متطوع، ضمن مبادرة مجتمعية تهدف إلى استعادة التنوع النباتي والحد من التصحر وتعزيز العمل التطوعي.

وفي إطار تطوير الوادي سياحيًا، أطلق صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعد بن عبدالعزيز، أمير منطقة حائل، مشروع “مشار بارك” الترفيهي والسياحي، باستثمار تجاوز 350 مليون ريال، وعلى مساحة تُقدّر بـ923 ألف متر مربع. ويتضمن المشروع مجموعة من المرافق النوعية تشمل أكاديميات للفروسية والرماية والسباحة، ومنتجعًا بريًا، ومنطقة مخصصة للهايكنج، وفندقًا مكوّنًا من 21 وحدة فندقية، ما يعزز من مكانة الوادي كوجهة للسياحة البيئية، ويسهم في تحسين جودة الحياة بالمنطقة.

 

بهذا التحول الشامل، يُجسّد وادي مشار نموذجًا حيًّا للتنمية المستدامة في المملكة، يجمع بين جمال الطبيعة، والثراء البيئي، والاستثمار السياحي المتوازن.

Share this Article
Leave a comment