جيل Z السعودي يعيد رسم خريطة السياحة الداخلية… من العلا إلى البحر الأحمر

admin
admin 25 Views
3 Min Read

كتبت: سارة هليل 

تشهد المملكة العربية السعودية تحوّلًا ملحوظًا في مشهدها السياحي، تقوده شريحة الشباب من جيل Z، الذين باتوا المحرك الأهم لنمو السياحة المحلية، وتغيير مفهوم الضيافة والسفر، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية السعودية 2030.

 

لم يعد السفر رفاهية مؤقتة، بل أصبح أسلوب حياة لهذا الجيل، حيث تشير بيانات جديدة من فنادق ومنتجعات ويندهام بالتعاون مع يوجوف إلى أن 54% من شباب جيل Z في السعودية قاموا برحلات محلية ترفيهية خلال الأشهر الستة الماضية، مع استمرار التوجه نحو السفر المحلي كخيار مفضل.

 

هذا التوجه مدفوع بعدة عوامل، منها الفضول الثقافي، الثقة المتزايدة في خوض تجارب فردية وجماعية، والاستثمارات الكبرى في مشاريع مثل البحر الأحمر والعلا، إلى جانب مشاركة لافتة من الشابات السعوديات اللواتي أظهرن إقبالًا متزايدًا على خوض مغامرات محلية بنسبة 55%.

سياحة متجذّرة في الهوية وموجهة بالتقنية

جيل Z لا يبحث عن الرفاهية المطلقة، بل عن أصالة التجربة وقيم الاستدامة. فالسفر بالنسبة لهم هو اكتشاف شخصي وعاطفي، مدعوم بقوة المحتوى الرقمي، حيث يستقي 39% من الشباب السعودي أفكار سفرهم من منصات التواصل الاجتماعي، و64% يتأثرون بما يشاهدونه في الأفلام والمسلسلات.

 

ولأن كل شيء يبدأ رقمياً، فإن 81% منهم منفتحون على استخدام أدوات مدعومة بالذكاء الاصطناعي لتخطيط رحلاتهم، مما يشير إلى تطور غير مسبوق في علاقة هذا الجيل بالتكنولوجيا والسفر.

 

السفر من أجل الانتماء، لا المظاهر

تفضيلات هذا الجيل تغيّر قواعد اللعبة؛ فهم لا يبحثون عن الفخامة المصطنعة، بل عن فنادق تجمع بين الراحة والقيمة والأجواء المحلية. ومن الأمثلة اللافتة، رامادا إنكور كورنيش الخبر الذي يحقق نجاحًا من خلال تقديم تجربة حديثة وعملية تعكس روح المكان.

 

كما تشهد العلامة الفندقية ويندهام توسعًا استراتيجيًا في السعودية، بإطلاق مشاريع جديدة مثل فندق رامادا في مكة المكرمة، تماشيًا مع هذا التوجه الجديد في سلوك المستهلك.

 

السفر المستدام لم يعد خيارًا… بل مطلبًا

من اللافت أن 35% من شباب جيل Z في السعودية يفضلون الإقامة في فنادق صديقة للبيئة، بينما 45% يبحثون عن وسائل نقل مستدامة. فنادق مثل ويندهام جاردن الدمام أصبحت نماذج تُحتذى بها، من خلال تبني الطاقة الشمسية وإعادة التدوير، وحصولها على شهادة ويندهام الخضراء من المستوى الخامس.

 

اقتصاد سياحي يقوده الشباب من الداخل

في وقتٍ تعمل فيه المملكة على تحقيق 55 مليون رحلة سياحية داخلية سنويًا بحلول 2030، يُعد جيل Z السعودي ركيزة أساسية في هذا التوجه. فبينما تركّز دول المنطقة على استقطاب السياح من الخارج، تُراهن المملكة على قوة الطلب الداخلي بقيادة جيل يتقن التكنولوجيا، ويعشق التجربة، ويؤمن بالاستدامة.

 

الرسالة واضحة: الجيل القادم من المسافرين في السعودية لا يبحث عن مكان يبيت فيه فحسب، بل عن تجربة تلامس روحه، وتُشبه أسلوب حياته.

Share this Article
Leave a comment