كتبت: سارة هليل
في تجسيدٍ عملي لرسالة المملكة في خدمة الإسلام والمسلمين، وجّه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – أيده الله – باستضافة 1300 حاج وحاجة من مئة دولة حول العالم لأداء مناسك الحج لعام 1446هـ، وذلك ضمن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة والزيارة، الذي تشرف على تنفيذه وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد.
هذا التوجيه الملكي الكريم يواصل مسيرة العطاء المتجذرة في نهج المملكة، ويعكس عمق التزامها بدورها الريادي في العالم الإسلامي، حيث تُفتح أبواب الحرمين الشريفين أمام نخبة من القيادات الدينية والفكرية والعلمية، ليعيشوا تجربة روحانية متكاملة في مهد الرسالة.
وبعد صدور التوجيه، شرعت الوزارة في تفعيل خطة تنفيذية دقيقة، تشمل توفير برامج إيمانية وثقافية وعلمية، إضافة إلى تنظيم زيارات ميدانية للمعالم الإسلامية والتاريخية في مكة والمدينة، ولقاءات علمية مع عدد من العلماء وأئمة الحرمين، بهدف تعميق الأثر المعرفي والوجداني لدى الضيوف.
ويُعد هذا البرنامج من المبادرات السعودية الرائدة، إذ يسعى إلى بناء جسور تواصل مع العالم الإسلامي وتعزيز التفاهم الحضاري والدعوي. فمنذ انطلاقه عام 1417هـ، استضاف البرنامج قرابة 65 ألف حاج وحاجة من 140 دولة، ضمن منظومة متكاملة من الخدمات التي تبدأ من لحظة ترشيح الضيف حتى توديعه بعد إتمام مناسكه.
ويُجسد البرنامج، الذي يواصل عطاؤه بلا انقطاع، روح الشراكة الإنسانية والإسلامية التي تنسجم مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، وتؤكد حضورها العالمي في ميدان العطاء والدعوة وخدمة الحجيج، حيث تُختصر مسافات العالم الإسلامي في ضيافة سعودية واحدة، يلتقي فيها الإيمان بالضيافة، والعطاء بالرسالة.